في فترات لاحقة لتاريخ نسخ المصاحف، بينما نجد أن مؤلفات القرون الأولى في الهجاء تقوم على الوصف غالبا، وتحدد طريقة رسم الكلمات فحسب.
واتسم العمل في بعض الشروح للنظم بتحصيل الحاصل، فالناظم مثلا نظم كتابا ما فيقوم الشارح بتحليل النظم إلى الكتاب المنظوم، وفي أغلب الأحيان يقصر عن الوفاء بردّ الكتاب المنظوم، ويتمثل ذلك في شرح المجاصي والجزولي فيجيء الشرح أقل وفاء بالكتاب المنظوم.
وهناك من الشراح من بالغ في الشرح والتحليل والبيان والنقل وخير من يمثل هذا الاتجاه الرجراجي وابن آجطا في شرحيهما «تنبيه العطشان على مورد الظمآن» و «التبيان في شرح مورد الظمآن».
وحاكى برهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبري (ت 732 هـ) الشاطبي، فنظم قصيدة لامية في الرسم عدد أبياتها مائتان وسبعة عشر بيتا سماها في شرحه على العقيلة، فقال: «روضة الطرائف في رسم المصاحف من نظمي» (¬1) نظم فيها العقيلة، وزاد عليها بعض المسائل، وإلى ذلك أشار بقوله:
لامية عذبت في عقدها نظمت* رائية وربت مسائلا مثلا (¬2) وفعل العلامة محمد بن خليل بن عمر القشيري الأربلي ما فعل
¬__________
(¬1) انظر: جميلة أرباب المراصد 41، كشف الظنون 1/ 927.
(¬2) مخطوطة في دار الكتب المصرية رقم تيمور 571 تفسير، ومعهد المخطوطات رقم 41 تفسير، وفي خدابخش 129 التجويد، برلين ألمانيا 450/ الرابع/ 10.