روى الداني بسنده قال: قال أشهب: سئل مالك عن الحروف تكون في القرآن مثل الواو والألف: أترى أن تغيّر من المصحف، إذا وجدت فيه كذلك، فقال: لا. قال أبو عمرو الداني: يعني الواو، والألف المزيدتين في الرسم لمعنى المعدومتين في اللفظ» (¬1).
بل جاء أصرح من ذلك في موضع آخر عن الإمام مالك؛ روى أبو عمرو الداني بسنده عن عبد الله بن عبد الحكم، قال: «قال أشهب:
سئل مالك، فقيل له: أرأيت من استكتب مصحفا اليوم، أترى أن يكتب على ما أحدث الناس من الهجاء اليوم؟ فقال: لا أرى ذلك، ولكن يكتب على الكتبة الأولى» (¬2). وعقب على كلامه أبو عمرو فقال: «ولا مخالف له في ذلك من علماء الأمة» (¬3).
وقال الجعبري معقبا على قول مالك رضي الله عنه: «وهذا مذهب الأئمة الأربعة رضي الله عنهم، وخص مالكا لأنه حكى فتياه، ومستندهم مستند الخلفاء الأربعة» (¬4).
ومعنى الكتابة الأولى في قول مالك: تجريدها من نحو النقط والشكل (¬5)، ووضعها على مصطلح الرسم من البدل والزيادة والحذف (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: المقنع 28، البرهان 2/ 14، الإتقان 2/ 470.
(¬2) انظر: المحكم 11، المقنع 9، 10، البرهان 2/ 13، الوسيلة 18، الإتقان 2/ 470.
(¬3) انظر: المقنع 10، الجميلة 39، الإتقان 2/ 470.
(¬4) انظر: الجميلة للجعبري ورقة 39.
(¬5) سيأتي الكلام عليه في ص: 226.
(¬6) انظر: الجميلة للجعبري ورقة 39.