كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل (اسم الجزء: 1)

فقال عند قوله: فمن تبع هداي (¬1): «وأنا أستحب كتب ذلك بألف موافقة للغة أهل الحجاز، وللمصاحف المرسوم فيها ذلك كذلك، وهروبا من لغة هذيل وبعض سليم».
وأكثر خط المصاحف موافق لقواعد الرسم القياسي، وأقله خالف الخط القياسي، منه ما ظهرت فائدته وتجلت حكمته، ومنه ما غاب عن العلماء علمه، ولم يكن ذلك من الصحابة كيف اتفق، بل لأمر عندهم قد تحقق.
يقول ابن الجوزي (ت 597 هـ): «إن كتابة الصحابة للمصحف الكريم ممّا يدل على عظيم فضلهم في علم الهجاء، وثقوب فهمهم في تحقيق كل علم» (¬2).
وقال علم الدين السخاوي (ت 643 هـ): «وقد كتب منهم جماعة، وكانوا الغاية القصوى في المعرفة، والذكاء، والفطنة» (¬3).
وقال النيسابوري (ت 728 هـ): «فما كتب- زيد بن ثابت- شيئا من ذلك إلا لعلة لطيفة وحكمة بليغة، وإن قصر عنها رأينا» (¬4).
وقال الزركشي (ت 794 هـ): «ولم يكن ذلك منهم كيف اتفق، بل على أمر عندهم قد تحقق» (¬5).
¬__________
(¬1) انظر ذلك في الآية 37 البقرة.
(¬2) انظر: المواهب الفتحية في علوم العربية 1/ 16، النشر 1/ 12.
(¬3) انظر: الوسيلة للسخاوي ورقة 21.
(¬4) انظر: غرائب القرآن ورغائب الفرقان 1/ 40.
(¬5) انظر: البرهان في علوم القرآن 1/ 376.

الصفحة 232