كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل (اسم الجزء: 1)

ومن الحروف التي سكت عنها المؤلف قوله تعالى: مّن نّخيل وأعنب في البقرة (¬1)، وقوله تعالى: وجنّت مّن أعنب في الأنعام (¬2)، ونص على الحذف في المواضع التي تلي الموضعين السابقين، ولم يأت فيها ما يشعر بتعميم الحذف فيهن، وبه جرى عمل أهل المشرق بإثبات الألف فيهما نظرا لسكوت أبي داود عنهما.
ونص صاحب المنصف على الحذف في الجميع دون استثناء، وعليه عمل أهل المغرب في مصاحفهم.
وسكت المؤلف عن قوله تعالى: ضعفا خافوا عليهم (¬3)، وسكوته عنها لا يقتضي الإثبات البتة، لأن هذه الكلمة رواها أبو عمرو الداني بسنده عن قالون عن نافع بالحذف، وهذه الرواية نفسها هي عمدة أبي داود، وعليها يعول كما هو ملحوظ في كتابه «التنزيل» وقد بينته في منهجه وطريقته.
ثم إن هؤلاء الذين يأخذون بالإثبات لكل ما سكت عنه أبو داود في «التنزيل»، لم يخالفون في هذه الكلمة، ويأخذونها بالحذف؟! فهذا اضطراب وفساد، ومنهج متباين.
ولهذا المعنى أشار صاحب كشف العمى والرين عن ناظري مصحف ذي النورين:
¬__________
(¬1) من الآية 265 البقرة.
(¬2) من الآية 100 الأنعام.
(¬3) من الآية 9 النساء.

الصفحة 349