كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل (اسم الجزء: 1)

قال: «واستثنى منه الناظم لأبي داود اللفظ الأول منه في القرآن فإنه محمول عند أبي داود على الإثبات».
أقول: بل إنه محمول عند أبي داود على الحذف، والصواب تعميم الحذف في مواضعه الثلاثة (¬1)، والله أعلم.
ومن الحروف التي سكت عنها المؤلف قوله تعالى: وخشعت الأصوات (¬2) ونص على حذف الألف في بقية مواضعه، ولم يرد فيها ما يشعر بتعميم الحذف، واتفقت مصاحف أهل المشرق وأهل المغرب على إثبات الألف فيه وحذفها في بقية مواضعه، والأولى الحذف في جميع مواضعه طردا للباب وموافقة لنظيره ولنص أبي إسحاق التجيبي على الحذف في الجميع، والله أعلم.
ومن الحروف التي سكت عنها المؤلف قوله تعالى: قل ربّ احكم (¬3) وقد اجتمعت المصاحف على رسمه بغير ألف، وقرأه كذلك حفص عن عاصم خبرا عن الرسول صلى الله عليه وسلّم، وقرأها الباقون: «قل» بصيغة الأمر (¬4).
ومن الحروف التي سكت عنها المؤلف قوله تعالى: أو لم ير الّذين (¬5) فرسمت في مصاحف أهل مكة: ألم ير بغير واو بين الهمزة واللام، وفي سائر المصاحف: أو لم بالواو. ذكرها أبو عمرو
¬__________
(¬1) من الآية 6 النبإ.
(¬2) من الآية 105 طه.
(¬3) من الآية 111 الأنبياء.
(¬4) انظر: النشر 2/ 325، إتحاف 2/ 268، سمير الطالبين 56، المقنع 114.
(¬5) من الآية 30 الأنبياء.

الصفحة 356