كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل (اسم الجزء: 1)

الداني في باب ما اختلفت فيه مصاحف أهل الحجاز، والعراق والشام المنتسخة من الإمام (¬1).
ومن الحروف التي سكت عنها المؤلف قوله تعالى: التّماثيل (¬2) ونص على الحذف في قوله تعالى: وتمثيل (¬3) ولم يرد فيه ما يشعر بتعميم الحذف وعليه عمل مصاحف أهل المغرب والمشرق.
ومما يؤخذ على المؤلف ما ذكره عند قوله عزّ وجلّ: فخراج ربّك (¬4)، قال: «ولا أعلم حرفا، اختلف القراء في حذف الألف فيه وإثباتها، واجتمع المصاحف على إثباته غير هذا» متّبعا في ذلك أبا عمرو الداني، والصواب ما ذكره علم الدين السخاوي، حيث قال: «وقد رأيت أنا في المصحف العتيق الشامي الذي ذكرته فيما تقدم «فخراج» بغير ألف، ولقد كنت قبل أن أرى ذلك أعجب من ابن عامر، كيف تكون الألف ثابتة في مصحفهم ويسقطها في قراءته، حتى رأيت هذا المصحف، فعلمت أن إطلاق القول بأنها في جميع المصاحف «فخراج» ليس بجيد، ولا ينبغي لمن لم يطلع على جميعها دعوى ذلك».
لذا يجب حذف الألف رعاية للقراءة، وجرى العمل بالإثبات وهو مخالف للنص.
¬__________
(¬1) انظر: المقنع 104، تلخيص الفوائد 34.
(¬2) من الآية 52 الأنبياء.
(¬3) من الآية 13 سبإ.
(¬4) من الآية 73 المؤمنون.

الصفحة 357