كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل (اسم الجزء: 1)

ومن الحروف التي سكت عنها أبو داود قوله تعالى: بصائر، ولم يذكر من مواضعه إلا موضع الجاثية (الآية 19)، وسكت عن موضع الأنعام (105)، والأعراف (203)، والإسراء (102)، والقصص (43)، وجرى العمل بالحذف بما نص عليه المؤلف وإثبات ما عداه، والله أعلم.
ومن الحروف التي سكت عنها المؤلف قوله تعالى: كاذبة- خافضة في سورة الواقعة (¬1)، ونصّ على موضعه الثاني في قوله: كذبة خاطئة في سورة العلق (¬2) بالحذف، ولم يأت فيه ما يشعر بالتعميم، وجرى العمل عند أهل المشرق بالإثبات في الأول والحذف في الثاني، وعمّم أهل المغرب الحذف فيهما جمعا للنظائر، ولنص صاحب «المنصف» على الحذف فيهما ورجحه ابن القاضي، فقال: «العمل بالإثبات، وحذفه أولى للنص والنظائر».
ومن الحروف التي سكت عنها المؤلف قوله تعالى: ولا كذّابا (¬3) لم يتعرض له المؤلف لا بحذف ولا إثبات. ونسب الخراز الحذف إلى أبي داود في «مورده»، فراجعت جميع النسخ المخطوطة، فلم أجد أن أبا داود تعرض له لا بحذف ولا إثبات، وقد لاحظ الشيخ الإمام أبو عبد الله الصنهاجي على الخراز الملحظ نفسه في قوله تعالى: ولا كذّابا، فقال: «وقد طالعت نسخا من «التنزيل» ومن: «مختصر التنزيل»، فما رأيت أبا داود تعرض لذكر الأول ولا الأخير لا بحذف ولا بإثبات، فذكرت ذلك مرة
¬__________
(¬1) من الآية 2، 3 الواقعة.
(¬2) من الآية 17 العلق.
(¬3) من الآية 35 النبأ.

الصفحة 362