كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)
مصر بأسهل ما يدخل به دامر على قوم (1). ثم استقروا ولم توجد في البلاد نخوة في رأس تثبت لهم أن في البلاد من يحامي عن استقلالها. وهو ضد ما رأيناه عند دخول الفرنساويين في مصر. وبهذا رأينا الفرق بين الحياة الأولى والموت الأخير، وجَهله الأحداث فهم يسألون أنفسهم عنه ولا يهتدون إليه".
وعند ذلك يبلغ محمد عبده قمة العنف والهياج، وقد أوشك أن يختم مقاله فيقول:
"لا يستحي بعض الأحداث من أن يقولوا أن محمد علي جعل من جدران سلطانه بِنيَةً من الدين. أي كان دعامة للسلطان محمد علي؟ .. دين التحصيل؟ .. دين الكرباج؟ .. دين من لا دين له إلاّ ما يهواه ويريده؟ وإلا فليقل لنا أحد من الناس: أي عمل من أعماله ظهرت فيه رائحة الدين الإسلامي الجليل" (2).
وانظر إلى المقال الذي هاجم فيه رشيد رضا (3) محمد علي لتعرف أي صنف من الرجال كان محمد علي .. وتعال معي إلى بسط في سيرته.
"يقول توينبي أن مصر بدأت تتجه نحو الاصطباغ بالصبغة الأوروبية منذ أيام محمد علي متفوقة على تركيا (4) كما يرى جب أنها سبقت تركيا في ذلك" (5).
__________
(1) الدامر هو الذي يدخل على القوم بلا استئذان.
(2) "تاريخ الأستاذ الإمام" لمحمد رشيد رضا (2/ 382 - 389)، و"الاتجاهات الوطنية في
الأدب المعاصر" (1/ 178 - 181).
(3) "تاريخ الأستاذ الإمام" (1/ 583).
(4) "مختصر دراسة التاريخ" لأرنولد توينبي (3/ 113).
(5) "وجهة الإسلام" لجب وزملائه (42 - 43).
الصفحة 11
672