كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)
للقانون الوضعي ولمفاهيم الغرب في التعليم والثقافة ولتنقطع الصلة تمامًا بين مصر وبين جيرانها عربًا ومسلمين وبين الفكر والثقافة في مصر وبين الفكر الإسلامي الأصيل المستمد من القرآن والسنة.
ولقد كان لطفي السيد في دعوته هذه ينتقص أهمية الأرضية الإسلامية للفكر والثقافة والتعليم ويغالي في التبعية للفكر الليبرالي الغربي الذي كان في هذه الفترة خصيصًا خصيما للدين والأخلاق.
يقول ألبرت حوراني: "إن الأنطباع القوي الذي تتركه قراءة مقالات لطفي السيد التي نشرها في الجريدة (وهي كل ثروته الفكرية) هو الأندهاش من الدور الصغير الذي لعبه الإسلام في تفكير رجل تتلمذ على (محمد عبده) لا شك أنه كان يشعر بأنه هو ومعظم مواطنيه مسلمون بالوراثة، وأنهم جزء من الأمة، لكن الإسلام لم يكن المبدأ المسيطر على تفكيره فلم يهتم بالدفاع عن الإسلام كالأفغاني، ولا يهتم كمحمد عبده بإعادة الشريعة الإسلامية إلى مركزها كأساس خلقي للمجتمع. وفي هذا يقول: لست ممن يتشبثون بوجوب تعلم دين بعينه أو قاعدة أخلاقية بعينها، ولكني أقول: بأن التعليم العام يجب أن يكون له مبدأ من المبادئ يتمشى عليه المتعلم من صغره إلى كبره، هذا المبدأ هو مبدأ الخير والشر.
وهكذا ترى أن مفهومه للأخلاق والدين مستمد من الفكر الغربي ويعلق حوراني فيقول: وهكذا نرى أنه تخلى عن أول مبدأ من مبادئ محمد عبده واستعاض عنه بمبادئ جديدة. ويقول: لقد أخذ يطرح أسئلة جديدة لا تدور حول الشروط التي تؤدي إلى ازدهار المجتمع الإسلامي أو انحلاله.
بقدر ما تدور حول الشروط التي تؤدي إلى ازدهار أي مجتمع أو انحلاله، كذلك لم تكن المفاهيم التي أجاب بها على هذه الأسئلة هي مفاهيم للفكر
الصفحة 119
672