كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)
علي فقبله باحترام. وقد بلغ عدد من أرسل من المصريين إلى سنة 1842 م مائة تلميذ (1).
وقد كاد أن يتم إرسال أطفال بين الثامنة والتاسعة إلى أووبا، واشترط نوبار باشا وهو سكرتير إبراهيم باشا ولي عهد محمد علي ونجله الأكبر أن يفصل بعضهم عن بعض في المعيشة أو يوضع كل اثنين في غرفة صغيرة (2).
ولكن هذا المخطط الخبيث أوقف تنفيذه بسبب هلاك إبراهيم باشا- حتى جاء الخديوي توفيق ونفذ ذلك المخطط وبدأ بإرسال نجليه الأميرين عباس حلمي ومحمد علي إلى سويسرا وكان عمر الأول اثنتي عشرة سنة والثاني عشر سنوات (3).
أما السياسة التغريبية الثانية التي سار عليها محمد علي فهي إنشاء نظام تعليمي جديد على نسق الأنظمة التعليمية في الغرب.
يقول الدكتور أحمد عزت عبد الكريم: " ومهما يكن من شيء، فقد ظهر لمحمد علي أن التعليم في الأزهر لا يمكن أن يحقق أغراضه .. كما ظهر له أن التعليم الغربي أو التعليم الذي عرفته أوربا في عصره كان وحده الوسيلة لتحقيق أغراضه، وكان هذا كافيًا ليحمل محمد علي أن يحول وجهه عن الأزهر و"الكتاتيب" وينشئ بجانبها "نظامًا تعليميًا" قائمًا بنفسه، مقتبسًا من الغرب، وليس بينه وبين النظام التعليمي القديم إلا ما يكون بين نظامين
__________
(1) "البهجة التوفيقية في تاريخ مؤسس العائلة الخديوية" لمحمد فريد بك - المطبعة الأميرية ببولاق 1308 هـ.
(2) "تاريخ التعليم في عصر محمد علي" (ص 432). أحمد عزت عبد الكريم. مكتبة النهضة الصرية، ط 1938م. وذلك حتى يسهل صهرهم تمامًا في المجتمعات الأوربية، وما عسانا كنا ننتظر من هذا السكرتير الصليبي.
(3) "تاريخ التعليم في عصر محمد علي" (ص 433). وقد تولى الأول حكم مصر بعد ذلك.
الصفحة 23
672