كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)
وهو الذي قام بنصره وساعده وأعانه وجمع الخاصة والعامة حتى ملكه الأقليم".
ثم ذهب الشيخان المذكوران وديوان أفندي وعبد الله بكتاش الترجمان، وحضر الجميع عند السيد عمر، وطال بينهما الكلام، والسيد عمر مصمم على الامتناع.
"ثم قام المهدي والدواخلي وخرجا صحبة ديوان أفندي والترجمان وطلعوا إلى القلعة وتقابلوا مع الباشا، ودار بينهم الكلام، وقال في كلامه: أنا لا أرد شفاعتكم، ولا أقطع رجاءكم، والواجب عليكم إذا رأيتم مني انحرافًا أن تنصحوني وترشدوني.
ثم أخذ يلوم على السيد عمر في تخلفه وتعنته، ويثني على البواقي، ويقول عنلا: وفي كل وقت يعاندني ويبطل أحكامي ويخوفني بقيام الجمهور.
فقال الشيخ المهدي: هو ليس إلا بنا وإذا خلا عنا فلا يسوي بشيء، إن هو إلا صاحب حرفة أو جابي وقف؛ يجمع الإيراد ويصرفه على المستحقين (1)، فعند ذلك تبين قصد الباشا لهم ووافق ذلك ما في نفوسهم من الحقد للسيد عمر.
ثم عادوا إلى السيد عمر وأخبروه بأن الباشا يقبل الشفاعة، ولم يقع منه خلاف، وأخبروه بقول الباشا: "وأما ما تفعلونه من التشنيع والاجتماع بالأزهر، فهذا لا يناسب منكم وكأنكم تخوفوني بهذا الاجتماع وتهيج الشرور وقيام الرعية، كما كنتم تفعلون في زمان المماليك فأنا لا أفزع من
__________
(1) مما يؤسف له أن السيد (عمر مكرم) لم يكن من جملة العلماء المتصدرين في الأزهر، كما يفهم ذلك من كلام الشيخ المهدي، ولكنه كان مخلصًا في خدمة الناس، وجادًا في رفع المظالم عنهم؛ لذا لا نعجب من التفافهم حوله، وخوف محمد علي باشا من تلك المكانة، ومسارعته إلى إسقاطها.
الصفحة 35
672