كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)

العلوم الإنسانية".
قال سليمان بن صالح الخرابيشي في كتابه "محمد عمارة في ميزان أهل السنة والجماعة" (664 - 671):
"قلت: عندما يحكم المسلم على إنسان ما فإنه يستعرض أعماله ويتأملها بمنظور إسلامي شرعي فيذكر حسناته إن كان له حسنات ويذكر سيئاته .. والدكتور إنما ذكر الأمور التي يعتقد إنها حسنات لمحمد علي باشا فهو عنده رائد الدولة المصرية الحديثة الذي انتشلها من (ظلمات) المماليك إلى (نور) التقدم والمدنية بفضل جهوده في التربية وإرسال البعثات وتنظيم الجيش وفتح المدارس المدنية .. إلخ. ولكنه لم يذكر حرفًا واحدًا عن دوافع محمد علي باشا لذلك وعن غدره بالمسلمين (أعني المماليك) وعن حقده على العلماء الذين وثقوا فيه، وكانوا السبب في تمليكه مصر (أعني عمر مكرم ومن معه) وعن الأمر الكبير الذي يميز حياة الكبير! وهو عداوته للتوحيد وأهله ومحاربته للموحدين ممن أهل الجزيرة تنفيذًا لأوامر أسياده من شيوخ (الخرافة) في تركيا والدول الغربية الكافرة وكل ذلك في سبيل كسب دنيوي وطموح شخصي بالغ فيه هذا الجندي (التركي)! كان الأولى بالمفكر الاسلامي أن ينبه القارئ إلى هذا الذنب العظيم الذي ارتكبه الباشا وأبناؤه في حق دعاه التوحيد .. وإما التمجيد والثناء على (مدنيته) و (تقدميته) فهذه تجعل المرء يرتاب كثيرًا في مدى صدق الدكتور في ادعائه السلفية التي تخلى عن أهلها في أدنى موقف. وإما حكم رجال الإسلام في محمد علي وحقيقة علمانيته التي نفاها الدكتور. فقد قال الشيخ محمد قطب:
"كان محمد علي شخصًا سيِّئ السمعة .. معروفًا بالقسوة وغلظ الكبد .. ترسله الدولة العثمانية لتأديب القرى التي تتأخر في دفع ما يفرض عليها من المال، فيعسكر هو وأفراد حملته التأديبية حول القرية ينهبون

الصفحة 48