كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)

على يد مسلمين جهلة يوجههم الاستشراق والمسيحية الشمالية من حيث لا يبصرون ولا يعلمون ماذا يراد بهم ولا إلى أي هوة من الهلكة يساقون.
ثم كانت بعثات محمد علي التي لم تكن نابعة من عقل هذا الجندي الجاهل بل كانت نابعة من عقول تخطط وتدبر لأهداف بعيدة المدى محققة بذلك ما جاء في رسالة نابليون لكليبر سالفة الذكر .. " (1).
وقال الشيخ سفر الحوالي: " .. حدثت نفرة شديدة بين علم الأزهر الذي كان يعتقد أنه يمثل الثقافة الإسلامية أصدق تمثيل وبين علم الغرب الذي بدا لأعين الأزهريين علمًا غريبًا خاصًا بالكفار. من هذا الخطأ التاريخي تقريبًا نشأت الازدواجية الخطرة في العالم الإسلامي: تعليم ديني ضيق محدود وتعليم لا ديني يشمل نشاطات الفكر كلها. وقد حاول محمد علي في أول الأمر أن يدخل العلوم الحديثة ضمن مناهج الأزهر إلا أنه خشي معارضة الأزهريين فقام على الفور بانشاء نظامه التعليمي الحديث هكذا أنقسم التعليم في مصر إلى نظام ديني ونظام مدني حديث" (2).
قلت: أي نظام علماني.
وقال الدكتور أحمد فرج: "كان محمد علي الذي اعتلى حكم مصر بعد خروج الفرنسيين كنابليون فكلاهما كانت تحركه أهداف علمانية" (3).
ويقول: "كان محمد علي امتدادًا لنابليون في مصر ومبادئ العلمانية التي أرساها نابليون وجيوشه الفرنسية مكن لها محمد علي بعد ذلك بعد أن قوض سلطة الأزهر وأضعف نفوذ علماء الدين وأتى بكل ما لا يتفق وفكرة الحاكم في التصور الإسلامي الذي يجسد صورة العدل بمعناها الشرعي.
__________
(1) "المجلة العربية" ذو الحجة 1412 هـ.
(2) "العلمانية" لسفر الحوالي (ص 590).
(3) "جذور العلمانية" للدكتور أحمد فرج (ص 27).

الصفحة 55