كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)
* رفاعة الطهطاوي (1801 - 1873) يثنى على رقص الغرب وهو رائد الإصلاح! أو التغريب,وتلميذ جومار ألبار:
سبق الكلام عنه، ونزيد بقول (جب): "كانت المصادر الأولى التي أخذ الفكر الأوربي يشع منها هي المدارس المهنية التي أنشاها محمد علي والبعثات العلمية التي أرسلها إلى أوربا"، ويذكر أن منها "مدرسة الألسن " التي كان يشرف عليها العالم الفذّ رفاعة الطهطاوي وهو تلميذ جومار ألبار".
انظر إلى الطهطاوي في كتابه "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" وهو يحدث أبناء أمته عن نوادي ومراقص باريس، وتعظيم المجتمع الفرنسي للمرأة!!! يقول:
"والغالب أن الجلوس للنساء، ولا يجلس أحد من الرجال إلا إذا اكتفت النساء، وإذا دخلت امرأة على أهل المجلس ولم يكن ثم كرسي خال قام لها رجل وأجلسها. ولا تقوم لها امرأة لتجلسها، فالأنثى دائمًا في هذه المجالس معظمة أكثر من الرجل، ثم إن الإنسان إذا دخل بيت صاحبه فإنه يجب عليه أن يحيى صاحبة البيت قبل صاحبه ولو كبر مقامه ما أمكن، فدرجته بعد زوجته أو نساء البيت" (1).
ويتعلق بالرقص في فرنسا كل الناس وكأنه نوع من العياقة والشلبنة (!!! ) لا من الفسق، فلذلك كان دائمًا غير خارج عن قوانين الحياء، بخلاف الرقص في أرض مصر فإنه من خصوصيات النساء؛ لأنه لتهيج الشهوات، أما في باريس فإنه نطّ مخصوص لا يشم منه رائحة العهر أبدًا!!، وكل إنسان يعزم امرأة يرقص معها، فإذا فرغ الرقص عزمها آخر للرقصة الثانية، وهكذا، وسواء كان يعرفها أو لا، وتفرح النساء بكثرة الراغبين في الرقص معهن
__________
(1) "تخليص الأبريز في تلخيص باريز" لرفاعة الطهطاوي (ص 168).
الصفحة 57
672