كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)

هم العدو فاحذرهم
* هم العدو فاحذرهم:
لا بد من إعادة النظر في تقويم الرجال من منظور الإسلام، والإسلام فقط، لا نريد أن ننقص من قدر أحد، ولكننا كما يقول الدكتور محمد محمد حسين -رحمه الله-: "لا نريد أن تقوم في مجتمعنا أصنام جديدة معبودة لأناس يزعم الزاعمون أنهم معصومون من كل خطأ، وأن أعمالهم كلها حسنات لا تقبل القدح والنقد، حتى إن المخدوع بهم والمتعصِّب لهم والمروِّج لآرائهم ليهيج ويموج إذا وصف أحد الناس إمامًا من أئمتهم بالخطأ في رأي من آرائه، في الوقت الذي لا يهيجون فيه ولا يموجون حين يوصفُ أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما لا يقبلون أن يوصف به زعماؤهم المعصومون" (1).
إن ضرب أسوار القداسة حول الكبار -كما يقولون- أخطأوا أم أصابوا إنما هو خيانة فكرية للأمة بأسرها وتزييف لهالات التقديس التي يُحاطون بها من حملة القماقم أو خبثاء الطوايا، وهذا ما يؤدي حتمًا إلى إعادة فتح الملفات فور زوال العمى عَن البصائر وبمجرد انحسار هالات المجد التي كان يعيشها الكبار من قبل.
إن الرجل يستطيع أن يُعَمي على من في الأرض ولكن لا يستطيع أن يعمي على مَلِك الملوك .. ومن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر بينه وبين المخلوقين وكشف للناس عواره، ومن خان أول منعم عليه
__________
(1) "الإسلام والحضارة الغربية" لمحمد محمد حسين (ص 54).

الصفحة 7