كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)
المتنصر معرفتها وبحث فيما إذا كان يحق له أن يتلقى سر التناول.
واستطرد المؤتمر إلى مسألة تعدد الزوجات عند المسلمين، وعن موقف المرأة التي تعمد زوجها هل يفرق الإسلام بينها وبينه أم لا؟ وعما إذا كان يجوز للمتنصر أن يتزوج ثانية أم لا؟ فتقرر أن هذه المسائل عويصة وقد سبق الخوض فيها في مؤتمر (لمبث) سنة 1888 م.
وأن الظروف تقضي باعتبار المسلم المتنصر وهو ذو زوجات متعددة بأنه تحت تجربة إلا إذا كان تنصره في ساعة الاحتضار. أما هذه المسائل نفسها فقد تركت بدون حل.
كيف يتقرب المسلمون؟
خطب القسيس (هاريك) في هذا الموضوع فعرض على المؤتمر نتيجة أبحاثه التي أجراها في بلاد السلطنة العثمانية فمنها أنه عرف أن لا فائدة لطريقة المناظرة والجدل التي وضعها الدكتور (بفندر) المبشر ولم يكن من نتائجها غير وقوف الحكومة العثمانية في وجه المبشرين والذين ينتمون إليهم.
أما ترجمة الإنجيل وكتب التبشير إلى اللغة التركية بدون مناقشة ومجادلة فكانت أكثر فائدة وأعم نفعًا وقد تبين أنه بمجرد اشتراء المسلمين لهذه الكتب ومطالعتها لها صارت تتبدد أوهامهم القديمة. ثم قال: إن الجدل والمناظرة يبعدان المحبة التي لها وقع كبير على قلوب الأغيار وتأثير عظيم في نشر النصرانية فالمحبة والمجاملة هما آلة المبشر لأن طريق الاعتقاد غايته دائمًا هو قلب الإنسان. وقال بعد ذلك: يرى بعضهم أن الموازنة بين حياة وأخلاق الأمم النصرانية وحياة وأخلاق الأمم الإسلامية تنتج دائمًا رجحان النصرانية على الإسلام.
وأنا أيضًا أوافق على رأي هؤلاء ولكن من الوجهة المادية. وفي هذه الأيام نجد جمهورًا عظيمًا من متنوري المسلمين يرغب في المناظرة والجدل.
الصفحة 71
672