كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)

والعثمانيون يشيرون بازدراء إلى ما حدث في بلاد الروس النصرانية في السنة الماضية خصوصًا في أوربا "يريد اضطهاد نصارى روسيا ليهودها"، ويقولون لنا هذه هي نصرانيتكم وأنتم الذين كنتم قبل زمن قليل تتهموننا بلا شفقة بأنا أرقنا قليلا من الدماء أثناء استغلالنا بقمع فتنة .. وعلق القسيس على ذلك بوجوب تحلي حياة المبشر بمبدأ المسيحية قبل أن يُعنى بالأمور النظرية كيما يظهر للمسلم أن النصرانية ليست عقيدة دينية ولا دستورا سياسيًّا بل هي الحياة كلها. وأنها تحب العدل والطهر وتمقت الظلم والباطل: نفتح للمسلم مدارسنا ونتلقاه في مستشفياتنا ونعرض عليه محاسن لغتنا ثم نقف أمامه منتظرين النتيجة بصبر وتعلق بأهداف الأمل إذ المسلم هو الذي امتاز بين الشعوب الشرقية بالاستقامة والشعور بالمحبة ومعرفة الجميل.
بهذه الطريقة فقط يمكن للمبشر أن يدخل إلى قلوب المسلمين ولو أن أحدًا أظهر لنا شغفًا وميلاً عظيمًا إلى طرد كل العثمانيين من أوربا ومن وجه الأرض كلها يجب أن نجيبه قائلين بل سنتحد إن شاء الله مع العثمانين وندعوهم بكل إخلاص للاشتراك معنا في اقتباس أنوار النصرانية.

* موضوعات تبشيرية:
خاض المؤتمر بعد إتمامه الموضوع السابق في موضوعات كثيرة منها كيفية عرض العقيدة النصرانية والمناظرة فيها والوسائل التي يجدر التذرع بها لنشر مبادئها والاحتكاك بالنفوس الإسلامية والوقوف أمام صبغة الإسلام والصفات التي ينبغي أن يتصف بها مبشر المسلمين بالنصرانية والإنجيل.
ثم قام القسيس (ثرونتن) وعرض على المؤتمر هذه النظريات الأولية:
ا- الشعب البسيط يلزمه إنجيل بسيط.
2 - الشرق سئم المجادلات الدينية.
3 - الشرق يحتاج إلى دين خلقي روحي.

الصفحة 72