كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)
المتطوعين) أما البحث في أحوال العالم الإسلامي وتبشيره بالنصرانية فقد سبق الخوض فيه في مؤتمر كلفلند. وهذه الخريطة التي نراها أمامنا الآن موسوعة باسم "خريطة تنصير العالم الإسلامي في هذا العصر"، قد بعثت الأمل في قلوب ألوف من الطلبة في مؤتمر (ناشفيل) الذي انعقد في شهر فبراير (شباط) الماضي والتبشير متوقف على وجود زمرة من المبشرين المتطوعين الذين يقفون حياتهم ويضحونها في هذا السبيل، ثم ختم كلامه راجيًا أن يكون لندائه صدى في المدارس الجامعة في أوربا وأمريكا" (1).
"ومن الأمور العجيبة في ذلك العهد أن (أحمد عرابي) الذي اكتوى بخيانة الصليبيين أثناء الحملة على الحبشة، ورأى تآمرهم وغدرهم، يقع في شراكهم، وينخدع بهم، ولنستمع له عندما عين وكيلاً لنظارة الجهادية حيث يقول: "ولما استلمت منصبي الجديد كثر توارد المتظلمين عليَّ من أرجاء البلاد .. في تلك المدة حضر إلى منزلي الرجل المتفاني في حب الحق والعدل والحرية!!، محب الشرقيين عمومًا والمصريين خصوصًا!!! (المستر ولفرن سكاون بلانت)، وكان معه صاحبه العلامة (القس الصابرنجي) صاحب جرنال النحلة، وعرض علي قبول صداقته لي فقبلت منه ذلك، فمد يده إلي ومددت يدي إليه، وتصافحنا وتعاقدنا على الصداقة والإخلاص.
وكنت أظن أننا بواسطته وبفخامة مركزه في قومه، وشدة غيرته على الحرية نتمكن من تذليل الصعوبات التي يلقيها قناصل الإنجليز في طريق حريتنا ونجاح بلادنا بدعوى الإنسانية والعدل والإنصاف بين الأمم والشعوب، وهذا ما يدعيه الغربيون زورًا وتضليلاً دائمًا وهي كلمات محبوبة يدسون بها السم في الدسم ليتمكنوا من الاستيلاء على مشارق الأرض ومغاربها طمعًا
__________
(1) "الغارة على العالم الإسلامي" تأليف ا. ل شاتليه .. لخصها ونقلها إلى العربية محب الدين الخطيب ومساعد اليافي (ص 20 - 30) - المطبعة السلفية.
الصفحة 74
672