كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)
باسم عرابي، ويقدم صورًا مضللة عن صفته الرسمية وقدرته السياسية" (1)، ولذا فقد لفت أنظار الكثيرين، ممن درس حياة جمال الدين الأفغاني، هذه الصداقة الحميمة لهذا الثعلب والجاسوس البريطاني، الذي تنبه له مصطفى كامل وغفل عنه جمال الدين.
وكان الدكتور محمد محمد حسين قد شعر بهذه الصلة المشبوهة بين جمال الدين وبلنت فراح يتساءل ويقول: "وفيم كانت صلة الأفغاني بهذا الرجل بلنت، ينزل ضيفًا عليه عندما زار انجلترا؟ ويكتب إلى محمد عبده من بورسعيد وهو في طريقه إليها يطلب إليه أن يكون رده بعنوان المستر بلنت .. " (2).
وكان جمال الدين يحكي أفكار بلنت في مسألة الخلافة، فقد دعا المستر بلنت المسلمين في كتابها مستقبل الإسلام" إلى نقل الخلافة من العثمانيين إلى العرب (3). وكذلك جمال الدين كان يدعو إلى وضع الشريف حسين خليفة المسلمين بدلاً من السلطان عبد الحميد الثاني (4). وهذا يؤكد صحة قول السلطان عبد الحميد بأنهما اتفقا في وزارة خارجية بريطانية على هدم الخلافة العثمانية. ثم إن بلنت هذا رجل ملحد لا يؤمن بدين ولا شريعة، فهل يصح لمسلم مؤمن بالله واليوم الآخر أن يصادق رجلاً ملحدًا، يقول الدكتور محمد محمد حسين: "بلنت كان من المتحررين الذين لا يؤمنون بالمسيحية، ولا يحسنون الظن بالكنيسة الكاثوليكية" (5).
__________
(1) "الاسلام والحضارة الغربية" (68 - 82).
(2) المصدر السابق (68 - 82).
(3) "الاتجاهات الوطنية" (25).
(4) "مذكرات السلطان عبد الحميد" (ص 67).
(5) "الاسلام والحضارة الغربية" (ص 95).
الصفحة 80
672