كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)
العالم الإسلامي وتنحية الدين عن الحياة الاجتماعية بالإضافة إلى إبطال العمل بالشريعة والتحاكم إلى القوانين الجاهلية المستوردة، - واستيراد النظريات الاجتماعية الغربية، وهو ما تم جميعه تحت ستار " الإصلاح " أيضًا (1). أما الجماهير الإسلامية فقد اتخذت أفكار الشيخ الإصلاحية مبررًا نفسيًا لتقبلها للتغير العلماني المتدرج في الدول العربية.
وقد صور محمد المويلحي في عمله الرائع " حديث عيسى بن هشام " شيئًا من ذلك على لسان أبطال الرواية، إذ يسال أحدهم متعجبًا كيف ساغ للمصريين أن يأخذوا بقانون نابليون المخالف للشريعة؟ فيجيب الأخر بأن المفتي أقسم بالله أنه موافق للشريعة (2).
وانظر كيف حرص المغرضون على تضخيم فتوى محمد عبده ليبتروا هذا الجانب بكامله عن الشريعة، وممن استخدموا لذلك حفني ناصف الذي قال: "إن الربا بفائده ليس من أنواع الربا المحرم، وأن سبب تخلف مصر هو عدم فتح بنوك على الطريقة الغربية"، ثم تلاه من تلاه حتى استصدرت فتوى من أحد شيوخ الأزهر البارزين بإباحته، ولا يزال هذا هو رأي من يسمون أصحاب الاتجاه العصري (3، 4).
* قاسم أمين ودعوته المشبوهة إِلى تحرير الراة:
ابتعث قاسم أمين إلى فرنسا للدراسة، يقول عنه مؤرخ حياته:
__________
(1) انظر "حول آثار الفكر الاصلاحي" غازي التوبة: (54)، و"الاتجاهات الوطنية" (1/ 355)، و"أساليب الغزو الفكري" (201 - 205)، وقول جب عنه: "كان تلاميذه الحقيقيون من صفوف العلمانيين" دراسات في حضارة الإسلام (ص 330).
(2) (1/ 72 - 73).
(3) "حفني ناصف" لمحمود غنيم (ص 161) - "سلسلة أعلام العرب".
(4) "العلمانية" (ص575 - 580).
الصفحة 89
672