كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)

"ويعود قاسم إلى قاعة المحاضرات بجامعة مونبلييه وهو أشد رغبة في تعرف المزيد عن الحياة في أوروبا، وهناك يجد زميلته، "سلافا" .. فلا يتردد في سؤالها أن تصحبه إلى المجتمعات الفرنسية وتقبل هي في سرور باد، وصحبته فتاته إلى كثير من الحفلات وتعرف إلى كثير من الأسر فوجد حياة اجتماعية تختلف عن الحياة في مصر، وجد السفور بدل الحجاب والاختلاط بدل العزلة والثقافة بدل الجهالة" (1).
وعاد قاسم إلى مصر يحمل إلى أمته فكرة خطرة عرضها على أصدقائه فتردد بعضهم وأيده أكثرهم وخاصة الزعماء مثل: سعد زغلول ومصطفى كامل وأحمد لطفي السيد (2)، وكذلك علي شعراوي زوج هدى شعراوي - الملقبة بزعيمة الحركة النسائية وغيرهم ممن قال عنهم كرومر "أسميهم حبًا في الأختصار أتباع المرحوم المفتي السابق الشيخ محمد عبده! " (3).
وأظهر قاسم فكرته تلك في كتابيه "تحرير المرأة" و"المرأة الجديدة" وعند صدور الأول شك كثيرون في كونه كاتبه لما حواه الكتاب من عرض ومناقشة الأقوال الفقهية والأدلة الشرعية التي كان مثل قاسم قليل البضاعة منها، ولكنهم لم يشكوا في أن الذي دفعه إلى الفكرة أحد رجلين إما كرومر وإما محمد عبده (4) ويحل لطفي السيد الإشكال في كتابه قصة حياتي إذ يقول:
__________
(1) "قاسم أمين" لماهر حسن فهمي (ص 40) -"سلسلة أعلام العرب "- مصر.
(2) يقول مؤرخ حياة مصطفى كامل أنه كان له أم روحية تدعى جولييت آدم .. إلخ، انظر "مصطفى كامل حياته وكفاحه" لأحمد رشاد (ص 71)، وكان بين مصطفى كامل وقاسم أمين خلافات كثيرة.
(3) "أحمد لطفي السيد" لحسين فوزي النجار (ص 173)، "سلسلة أعلام العرب"- مصر.
(4) "قاسم أمين" (ص 158).

الصفحة 90