كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 1)

إذ رماهن بالجهل وضعف مكانتهن في المجتمع. فاهتاج الشباب وتطوع قاسم أمين للرد على كتابه".
ويستطرد فارس نمر يقول: وهنا أشير لحقيقة لا يكاد يعلمها إلا ندرة في مصر. هذه الحقيقة أن كتاب قاسم أمين الذي رد فيه على (دوق دار كير) لم يكن في صف النهضة النسائية التي كانت تمثلها الأميرة نازلي .. بل كان الكتاب يتناول الرد على مطاعن المؤلف الفرنسي، ويرفع من شأن الحجاب، ويعده دليلاً على كمال المرأة، ويندد بالداعيات إلى السفور، واشتراك المرأة في الأعمال العامة .. ولما ظهر كتابه هذا ساءَ ما به إخوانه من أمثال محمد المويلحي، ومحمد بيرم، وسعد زغلول .. ورأوا فيه تعريضًا جارحًا بالأميرة نازلي، فتشاوروا فيما بينهم في الرد واتفقوا أخيرًا أن أتولى الكتابة عن هذا الموقف وعرض فصوله وانتقاد ما جاءَ به خاصًا بالمرأة، وبدأت في كتابة سلسلة مقالات عنه .. ولكن ذلك النقد لم يرق في نظر قضاة محكمة الاستئناف، ورأوا فيه مساسًا بهيبتهم. لأن قاسم أفندي كان أحدهم ورأوا أن أفضل وسيلة يبذلونها لكي أكف عن الكتابة أن مؤلفه يرجو الأميرة نازلي فاضل لكي تطلب إليَّ ذلك .. وتطوع الشيخ محمد عبده للقيام بهذه المهمة، وذات مساء حضرت إلي صالون الأميرة كما حضر الشيخ محمد عبده ْ ومحمد بيرم والمويلحي .. وبعد قليل تحدث الشيخ محمد عبده مع الأميرة في هذا الشأن. فالتفتت إلى سموها وقالت لي: أنها لا تجد بأسًا في أن أكف عن الكتابة في الموضوع.
وكانت هي لم تقرأ الكتاب ولم تعرف أنه يشمل الطعن فيما تدعو إليه. فلما رأى ذلك محمد المويلحي قال لسموها: أنه يدهش من طلب الأميرة وخاصة لأن الكتاب تعرض لها.
فبدت الدهشة عليها وكانت إحدى نسخ الكتاب موجودة عندها. وعبثًا

الصفحة 95