كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: المقدمة)

وله من العشاق ألف قبيلةٍ ... وله من الأبواق جيشٌ مقزِغُ
يجثو بأحضان الكبار مؤرَّباً ... وإذا مَشَوْا أومت إِليه الأصْبُعُ
إِن شرَّقوا فالشرق أقدس قِبْلةٍ ... أو غرّبوا فالغرب نعم الموضعُ
يجري مع التيار يعرف طبْعَه ... وعلى لحون العازفين يُوَقِّعُ
يمضي إِلى المأوى الحرام مُلَبِّيًا ... ويَؤُمُّ حانات المساء ويكرَعُ
هل يستوي الشعران: شعر مؤمن ... ومدجج بالكفر لا يتورَّعُ؟!
هل يستوي البحران هذا ماؤه ... عذب وذاك الآسن المُستنقع؟! (1)
ولله در العشماوي حين يقول فيهم:
كم شاعر جعل الإِلحاد منهجه ... تواثبوا نحوه بالشوق واعتنقوا
ساروا وفي دربهم وحلٌ فإِن وقفوا ... غاصوا وإن حرّكوا أقدامهم زلقوا
أبناء جلدتنا لكنهم هجروا ... وأهل ملتنا لكنهم مَرَقُوا (2)
لقد مسخوا عقل الأمة وضميرها وفكرها ويومها ومستقبلها وأضاعوا شباب الأمة ووقعوا في التيه الكبير .. لقد قالوا في الإسلام ونبيه - صلى الله عليه وسلم - ما يستحي منه كبار الشياطين وزعموا أن الأديان من نبت الأرض، وأن القرآن من عند محمد - صلى الله عليه وسلم - وأرادوا فصل الإسلام ومنهجه عن الحياة فصلاً تامًا، فتصدت لهم الأقلام المتوضئة.
كتائب الأحرف البيضاء قادمة ... يزفُّها قلم يزهو به ورقُ
صهيله قلم يُصغي الزمان له ... ونقعه لحجاب الشمس يخترق
وسرجه كلمات لا يخالطها ... زيف ولا يرتمي في حضنها نزقُ
__________
(1) من ديوان "إنها الصحوة إنها الصحوة" لمحمود مفلح (ص 8) - دار الوفاء.
(2) من قصيدة "جولة مع جواد الشعر" من ديوان "شموخ في زمن الانكسار" للعشماوي (ص51) - مكتبة الأديب.

الصفحة 6