كتاب المعرفة والتاريخ (اسم الجزء: 1)

وقد حولت بعض السماعات التي على النسخة من نسخة أقدم عليها أيضا سماعات محولة وهذا يفيد في تأريخ النسخ المتتالية. فقد حولت سماعات سنة 517 هـ وسنة 526 هـ وسنة 527 هـ ثم نقلت سائر السماعات من قبل أحمد بن إسماعيل بن هبة الله بن يوسف بعد ذلك، ويبدو ان ذلك كان في العقد الثاني من القرن السابع فان السماع المسجل في سنة 614 هـ غير محول أما السماع المسجل سنة 609 هـ فهو محول.
ونستدل من تحويل السماعات على ان النسخة التي وصلت إلينا منقولة عن نسخة أخرى كتبت خلال سنتي 526- 527 هـ، وهذه بدورها منقولة عن نسخة أقدم كتبت في سنة 517 هـ، وهذه أيضا منقولة عن نسخة أقدم عليها سماعات سنة 484 هـ وسنة 551 هـ وسنة 552 هـ.
وهكذا فقد وجدت نسخ عديدة منقولة عن أصل واحد في فترات مختلفة وكانت النسخة متداولة في المشرق وعليها سماعات علماء في همذان وأصبهان، ثم انتقلت الى مصر في عصر المماليك وبقيت بمصر حتى وقعت لمحمود الأستادار (ت 799 هـ) حيث وقفها في خزانة بمدرسة المحمودية في القاهرة كما يدل على ذلك نص الوقف الّذي ورد في الورقة 1 ب وهو:
«الحمد للَّه حق حمده، وقف وحبس وسد المقر الأشرف العالي الحماني محمود الاستادار [1] العالي الملكي الطاهري- أعز الله تعالى مقامه- جميع هذا المجلد وما قبله وما بعده من المجلدات من كتاب المعرفة والتأريخ لابي يوسف الفسوي، وعدة ذلك ثلاث مجلدات وقفا شرعيا على طلبة
__________
[1] هو محمود بن علي الاستادار بنى بالقاهرة مدرسة خارج باب زويلة ووقف عليها كتب ابن جماعة التي اشتراها بعد وفاته وهي كثيرة جدا، توفى سنة 799 هـ (ابن حجر: الدرر الكامنة 5/ 97) .

الصفحة 60