كتاب المعرفة والتاريخ (اسم الجزء: 1)

يس فَإِنَّهُ يُقَالُ تُخَفِّفُ عَنِ الْمَرِيضِ. قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فَمَا فَرَغْتُ حَتَّى طُفِئَ [1] .
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ الْهَيْثَمَ بْنَ جَمِيلٍ قَالَ سَمِعْتُ مُهَلْهَلًا يَقُولُ: خَرَجْتُ مَعَ سُفْيَانَ إِلَى مَكَّةَ. قَالَ: وَحَجَّ الْأَوْزَاعِيُّ، فترافقنا في بيت، فبينما نحن ذات يوم جلوس دخل خصي فقال: الأمير جاء [2] إليكم، وعلى الناس عبد الصمد بن علي. قَالَ: فَأَمَّا أَنَا وَالْأَوْزَاعِيُّ فَثَبَتْنَا، وَأَمَّا سُفْيَانُ فَدَخَلَ.... [3] ، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ جَاءَ عَبْدُ الصَّمَدِ فَدَخَلَ، فَأَمَّا الْأَوْزَاعِيُّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَيْنَ عَبْدُ اللَّهِ؟ قَالَ مُهَلْهَلٌ:
فَقُلْنَا: دَخَلَ لِحَاجَتِهِ. فقمت اليه فقلت: ان الرجل ليس يبارح أَنْ تَخْرُجَ. قَالَ: فَأَلْقَى رِدَاءَهُ وَخَرَجَ فِي إِزَارٍ وَلَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ وَلَا قَمِيصٌ.
وَكَانَ عَظِيمَ الْبَطْنِ فَسَلَّمَ وَرَمَى بِنَفْسِهِ وَسْطَ الْبَيْتِ. فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ:
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ انك رجل أهل المشرق وعالمهم بَلَغَنِي قُدُومُكَ فَأَحْبَبْتُ الِاقْتِدَاءَ بِكَ. قَالَ: فَأَطْرَقَ سُفْيَانُ ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتَ لَهُ. قَالَ:
وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تعتزل ما أنت فيه. قال: فقلت إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156 تَسْتَقْبِلُ عَبْدَ الصَّمَدِ بِهَذَا؟ قَالَ: فَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ لَا يَرْضَى حَتَّى بِهَذَا. وَقَامَ فَخَرَجَ مُغْضَبًا. قَالَ: فَقُلْنَا: الْآنَ يُرْسِلُ إِلَيْنَا مَنْ يُقْرِنُنَا فِي الْقِرَانِ. قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ [4] .
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: سَمِعْتُ مُؤَمَّلَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ فَأَقْبَلَ بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ فَقَالَ سُفْيَانُ: إِنْ جَلَسَ إِلَيْنَا قُمْتُ، فَقَامَ إِلَيْهِ بَعْضُ
__________
[1] أوردها الذهبي: سير اعلام النبلاء 6/ ق 92 و 1- 2.
[2] في الأصل «جائي» .
[3] الفراغ كلمة رسمها «حبدا» ولم أتبينها.
[4] أوردها من هذا الوجه الذهبي: سير أعلام النبلاء 6/ ق 86 و 2 بألفاظ مقاربة.

الصفحة 724