كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 1)

البخاري (¬1) مختصرًا فروى عن مروان بن الحكم قال: قال لي زيد بن ثابت ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل؟ وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بطوال الطوليين. (¬2)

603 - قال: كنتُ أقود لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَاقَته في السفر، فقال لي: "يا عقبة ألا أعلِّمُك خيرَ سورتين قُرِئَتا؟ فعلّمني {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} قال: فلم يَرَني سُررت بهما جدًّا، فلما نزل لصلاة الصبح صلى بهما صلاة الصبح للناس، فلما فرغَ التفتَ إليّ فقال: يا عقبةُ كيف رأيتَ".
قلت: رواه أبو داود والنسائي كلاهما (¬3) في الصلاة من حديث القاسم مولى مُعَاوية عن عقبة، والقاسم هو: أبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن القرشي وثَقَه يحيى بن معين وغيره وتكلم فيه غير واحد.

604 - "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
قلت: رواه ابن ماجه في الصلاة من حديث عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ولم يقل ليلة الجمعة. (¬4)
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (764).
(¬2) قال الخطابي: أصحاب الحديث يقولون: بطول الطوالين، وهو غلط، والطول: الحبل، وليس هذا بموضعه، إنما هو طُولى الطُوليين، يريد أطول السورتين، "وطولى" وزنه "فُعلى" تأنيث أطول، و "الطوليين" تثنية الطولى، ويقال: إنه أراد سورة الأعراف، وهذا يدل على أن للمغرب وقتين، كسائر الصلوات. انظر: معالم السنن (1/ 175)، ومختصر المنذري (1/ 386)، وفتح الباري (2/ 246 - 247).
(¬3) أخرجه أبو داود (1462)، والنسائي (2/ 158) وإسناده صحيح. والقاسم بن عبد الرحمن هو أبو عبد الرحمن الدمشقي قال الحافظ: صدوق يغرب كثيرًا، التقريب (5505)، انظر للتفصيل: ميزان الاعتدال (3/ 373 - 374).
(¬4) أخرجه ابن ماجه (833)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 391)، والبغوي في شرح السنة (605) معلقًا. قال ابن حجر في الفتح (2/ 248): ولم أر حديثًا مرفوعًا فيه التنصيص على القراءة فيها (أي =

الصفحة 358