كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 1)

قلت: رواه الترمذي في الصلاة من حديث إسماعيل بن جعفر عن العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة وقال: حديث حسن صحيح (¬1). ورواه ابن حبان من حديث زيد بن أبي أنيسة عن العلاء به.
- وفي رواية: "فليضَع يَدَه على فيه".
قلت: رواها ابن ماجه في الصلاة (¬2) من حديث أبي هريرة يرفعه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا تثاءَب أحدُكم فليضَع يده على فيه، ولا يَعْوِي فإنّ الشيطان يضحك منه". ورجاله رجال الصحيحين إلا محمد بن الصباح شيخ ابن ماجه وثَّقه أبو زرعة.

713 - وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن بين أصابعه فإنه في الصلاة".
قلت: رواه أحمد وأبو حاتم وأبو داود والترمذي كلهم من حديث سعيد المقبري عن
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي (370)، وابن حبان (2359) و (2357)، والبغوي (728)، وقوله: "التثاؤب من الشيطان". قال ابن بطال: إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضاء والإرادة، أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثاثبًا، لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه، لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب، وقال ابن العربي: قد بينا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان، لأنه واسطته، وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى الملك، لأنه واسطته. وقال النووي: أضيف التثاؤب إلى الشيطان، لأنه الذي يدعو إلى الشهوات، إذ قد يكون غالبًا عن ثقل البدن وامتلائه واسترخائه، وميله إلى الكسل، والمرار: التحذير من السبب الذي يولد منه ذلك. وهو التوسع في المأكل وإكثار الأكل. انظر: المنهاج (18/ 122).
(¬2) أخرجه ابن ماجه (968) وإسناده ضعيف وأما قول المؤلف: رجاله رجال الصحيحين، فوهم. فإنّ العلّة الحقيقية في الإسناد: عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو متروك، التقريب (3376). وقال في الزوائد: في إسناده عبد الله بن سعيد اتفقوا على ضعفه. انظر مصباح الزجاجة للبوصيري (1/ 327 - 328). وأخرجه الترمذي (2746)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (216) و (217)، وابن حبان (2358)، وانظر إرواء الغليل (776)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

الصفحة 398