كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 1)

داود (¬1) من حديث طارق بن شهاب، وزاد فيه: أو مريضًا، وقال أبو داود: طارق بن شهاب، قد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه شيئًا، وقال الخطابي: ليس إسناد هذا الحديث بذاك، وقال النووي في "الخلاصة" (¬2): إسناد هذا الحديث في أبي داود على شرط الصحيحين، إلا أن أبا داود قال: طارق رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه شيئًا، وهذا الذي قاله أبو داود لا يقدح في صحة الحديث، لأنه إن ثبت عدمُ سماعه يكون مرسل صحابي وهو حجة انتهى كلام النووي (¬3) وفيما قاله نظر من وجهين: أحدهما: أن في سند أبي داود: عبّاس بن عبد العظيم ولم يخرج له البخاري إلا تعليقاً كما نبه عليه الحفاظ، فكيف يقول: على شرط الصحيحين. الثاني: أن مرسل الصحابي إنما يكون حجة إذا ثبت سماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجملة أما إذا لم يسمع ففي كونه حجة نظر.
¬__________
(¬1) أخرجه الشافعي في المسند (385)، وأبو داود (1067) ورجاله ثقات رجال مسلم غير أن أبا داود أشار إلى أنه منقطع.
وقال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (756) أن طارق بن شهاب صحابي كما قاله: ابن منده وأبو نعيم وأبو عمرو بن حباب والحاكم، وقال أبو زرعة وأبو داود: كان له رؤية وليست له رواية وتبعهما على ذلك الخطابي، وقال أبو حاتم حديثه مرسل. وقال الحافظ أبو عبد الله الذهبي في تجريد أسماء الصحابة (1/ 274 - 2892) له رؤية ورواية. قلت: وعلى تقدير ثبوتها يكون مرسل صحابي وهو حجة عند الناس كلهم إلا عند أبي إسحاق الإسفرائيني وحده، على أن الحاكم (1/ 288) رواه عن طارق هذا عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا ثم قال: صحيح على شرط الشيخين. وذكر البيهقي للحديث شواهد في السنن الكبرى (3/ 183 و185)، وانظر كذلك مختصر المنذري (2/ 9)، وصحح هذا الحديث بشواهده الشيخ الألباني في الإرواء (3/ 54)، أما رواية الشافعي فأخرجها في مسنده (385)، وهي ضعيفة لأنها من طريق إبراهيم بن محمد ابن أبي يحيى الأسلمي وهو قال عنه الحافظ: متروك، التقريب (243)، وانظر الإرواء (3/ 58).
(¬2) انظر معالم السنن (1/ 211).
(¬3) الخلاصة (2/ 757). وقال مثله الحافظ في الإصابة (3/ 414) ورجّح الحافظ صحبة طارق بن شهاب.

الصفحة 505