كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 1)

ثم صلى ركعتين" وروى البخاري (¬1) من حديث عبد الله بن يزيد الخطمي قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يومًا يستسقي، قال: فحوّل إلى الناس ظَهْرَه واستقبل القبلة يدعو ثم حوّل رداءه، ثم صلّى لنا ركعتين جهر فيهما بالقراءة" ولم يخرج مسلم عن عبد الله بن يزيد شيئًا كذا قاله الحميدي، قال: وليس له في البخاري إلا هذا الحديث وحديث النهي عن الثلة والنُّهْبَى. (¬2)

1072 - "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، فإنه يرفع يديه حتى يُرى بياض إبطيه".
قلت: رواه الجماعة إلا الترمذي (¬3) كلهم في الاستسقاء، من حديث أنس، واللفظ للبخاري، وفي الصحيحين أنه - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه في مواطن كثيرة فيتأول حديث أنس على أنه لم يعلم، أو أنه أراد الرفع البليغ، والله أعلم.

1073 - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء.
قلت: رواه مسلم هنا، من حديث أنس، ولم يخرجه البخاري (¬4). وفيه دليل لما قاله جماعة من أصحابنا وغيرهم أن السنة في كل دعاء لدفع بلاء كالقحط ونحوه أن يرفع
¬__________
(¬1) الجهر من أفراد البخاري، أخرجه (1022) ووهّم الحافظ ابن حجر الحميديَّ في ادعائه أنه مما انفرد به البخاري فقال في الفتح (2/ 513): "أورد الحميدي في "الجمع" هذا الحديث فيما انفرد به البخاري، ووهم في ذلك، وسببه أن رواية مسلم وقعت في المغازي ضمن حديث لزيد بن أرقم" قلت: يبدو أن الوهم قد حصل من الحافظ نفسه، لأنني راجعت صحيح مسلم كتاب المغازي (3/ 1447) (1254) وليس فيه ذكر الجهر، وقال الحافظ في التلخيص الحبير (2/ 192): بعد ذكر الحديث: "وهو متفق عليه، لكن الجهر من أفراد البخاري".
(¬2) انظر الجمع بين الصحيحين للحميدي (1/ 490) مسند رقم (60) وحديث المثلة أخرجه البخاري (2474)، والمثلة: التمثيل في القتيل بقطع أعضائه، والنُّهبي: أخذ المال بغير حق.
(¬3) أخرجه البخاري (1031)، ومسلم (8959)، وأبو داود (. . .)، والنسائي (3/ 158)، وابن ماجه (1180).
(¬4) أخرجه مسلم (896).

الصفحة 547