كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 1)

شيئًا، وتقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيتَ" ثم قال: "ألا أدلُّك على أبواب الخير: الصوم جنة، والصدقةُ تطفيئُ الخطيئةَ كما يطفئ الماءُ النارَ، وصلاة الرجل من جوف الليل، ثم تلا: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} حتى بلغ {يعملُون} ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده، وذروة سنامه قلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاكِ ذلك كله، قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه وقال: كُفّ عليك هذا. فقلت: يا نبيَّ الله! إنا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يَكبُّ الناسَ في النار على وجوهِهم أو على مناخِرِهم الا حصائدُ ألسنتهِم".
قلت: رواه الترمذي في الإيمان، والنسائي في التفسير، وابن ماجه في الفتن، ثلاثتهم من حديث معاذ بن جبل، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح (¬1).
وثكلتك: بالثاء المثلثة أي فقدتك، والظاهر أنه ليس المراد به هنا الدعاء.

29 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحبَّ لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان".
قلت: رواه أبو داود في السنة من حديث أبي أمامة الباهلي (¬2) واسمه: صُدي ابن
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي (2616)، والنسائي في الكبرى (3973)، وابن ماجه (3973).
قلت: إسناده ضعيف وإن قال الإمام الترمذي حسن صحيح وذلك لأمرين:

1 - سماع أبي وائل -شقيق ابن سلمة- من معاذ لم يثبت، ذكر ذلك غير واحد من العلماء.

2 - أنه رواه حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود وعن شهر بن حوشب عن معاذ.
قال الدارقطني في العلل (6/ 78): وهو أشبه بالصواب وشهر ضعيف وهو لم يلق معاذًا، أخرجه أحمد (5/ 248) وجميع الطرق إلى معاذ في هذا الحديث ضعيفة والله أعلم.
(¬2) أخرجه أبو داود (4681) وإسناده حسن والقاسم بن عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن. وقد ترجم له الحافظ في التقريب (5505) فقال صدوق يغرب كثيرًا. =

الصفحة 80