كتاب بغية النقاد النقلة (اسم الجزء: 1)

ثم قال: في إسناد هذا والذي قبله: الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس. وهو ضعيف).
ثم قال: (ومن حديثه عن ابن عباس أيضا، قال: لما ولدت مارية قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أعتقها ولدها) (¬3).
هكذا ذكر هذا الموضع، والمقصود منه؛ هذا الحديث الأخير. فإن قوله: (ومن حديثه أيضا) ظاهره أنه يريد: ومن حديث الحسين الذي تقدم له ذكره، وإن كان يحتمل على بعد أن يريد (ومن حديث الدارقطني)، لكنه غير الظاهر لوجهين:
- أحدهما أن الحسين أقرب مذكور، فالضمير له. الثاني أنه لم يعلل هذا الحديث اكتفاء بما قدم في الحسين. فإذا تقرر هذا، فاعلم أن هذا اللفظ الذي أورده بنصه ليس عند الدارقطني؛ من رواية الحسين بن عبد الله المذكور، وإنما
¬__________
(¬3) نفس المصدر.
وهذا نص الحديث من سنن الدارقطني: (نا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي. نا عبيد الله بن يحيى الرهاوي, وأبو العباس المختار. نا عبد الحميد بن أبي أويس. حدثني أبي أبو أويس, عن حسين عبد الله بن عبيد الله عن عكرمة, عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أيما أمة ولدت من سيدها, فإنها إذا مات حرة, إلا أن يعتقها قبل موته". (4/ 132 ح: 24).
قلت: وهدا طريق أبي أويس عن الحسين بن عبد الله, ومن نفس الطريق أخرجه البيهقي في سننه الكبرى (10/ 346).
ورواه عن الحسين المذكورة كل من:
شريك عند الدارقطني في سننه: (4/ 130 ح: 18) وابن عدي في الكامل - في ترجمة الحسين بن عبد الله-: (2/ 350). والحاكم في مستدركه. (19/ 2). وسفيان الثوري في سنن الدارقطني 4/ 131 ح: 20.
وعبد الله بن سلمة بن أسلم، لكن بلفظ: (أم إبراهيم أعتقها ولدها). (سنن الدارقطني 4/ 131 ح: 22). وأبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة (سنن الدارقطني 4/ 130 ح: 17) وكذا الحاكم في مستدركه (2/ 19). والبيهقي في سننه الكبرى (10/ 346). وأبو بكر بن أبي سبرة هذا قال فيه ابن عدي في الكامل: (وعامة ما يرويه غير محفوظ .. وهو من جملة من يضع الحديث) (7/ 297).
ومدار هذه الروايات على الحسين بن عبد الله بن عبد بن عباس بن عبد المطلب. قال أبو حاتم: ضعيف, قال النسائي: متروك. وقال في موضع آخر ليس بثقة.
- الكاشف 1/ 170 - ت. التهذيب 2/ 296.

الصفحة 344