المبحث الأول: اسم ونسب ابن المواق (583 - 642 هـ)
محمد بن أبي يحيى (¬1)، أبي بكر بن خلف بن فرج بن صاف الأنصارين مراكشي، قرطبي الأصل قديما، فاسيه حديثا، كنيته أبو عبد الله، اشتهر بابن المواق.
ولد ابن المواق في سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة، بمراكش، وبها نشأ وتعلم، وبها توفي سنة اثنتين وأربعين وست مائة. (¬2)
توليه القضاء:
استقضي من طرف الموحدين ببلنسية أولا، ثم بفاس بعدها. (¬3)
¬__________
= تتمة اسمه: "النقلة فيما أخل به من كتاب البيان وأغفله أو ألم به أو كمله"، وهو في تعقب ابن القطان في كتابه الآتي برقم 200، ومنه نسخة بمكتبة الإسكوريال برقم 1749". اهـ
وحقق فضيلة الدكتور ربيع بن هادي عمير كتاب النكت على كتاب ابن الصلاح، للحافظ ابن حجر، فلما عرض لمناقشة ابن حجر لابن المواق في قوله (إن الترمذي لم يخص الحسن بصفة تميزه عن الصحيح)، كتب معرفا بابن المواق- هامش صفحة 476 من الجزء الأول- فكان منه أن نقل عن معجم المؤلفين (6/ 197) وكشف الظنون (1/ 251) أنه: "الحافظ أبو عبد الله بن المواق المغربي محدث حافظ أصولي، من آثاره بغية النقاد في أصول الحديث، مات سنة 897).
ثم تفطن إلى أنه وقع خطأ في تاريخ وفاته وكذا في اسمه، مستدلا على ذلك بأن العراقي ذكر أن ابن المواق هذا سبق ابن دقيق العيد في مناقشة تعريف الترمذي للحسن، وأن ابن سيد الناس المتوفى سنة 734 قد تعقبه في هذه المناقشة.
وخلص الدكتور ربيع إلى القول بأنه بحث كثيرا ليعرف تاريخ وفاته فلم يجده، ولم يهتد إلى اسمه، ومنتهى ما استطاع أن يصل إليه أن العراقي كناه بأبي عبد الله.
(¬1) أبو يحيى: كنية والد ابن المواق، أما اسمه فهو: أبو بكر، كما تقدم، وممن وهم في كنية والد ابن المواق أبو سالم العياشي حيث قال (أبو عبد الله محمد بن الإمام يحيى بن المواق ...) الرحلة العياشية 2/ 247.
وقد اختلط على كثير من العلماء والباحثين الأمر بين اسم والده وكنيته، ولعل سبب ذلك يعود إلى قلة من يسمي بأسماء مصدرة بأبي.
(¬2) الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة س 8 القسم الأول: 1/ 274 - الإعلام بمن حل بمراكش من الأعلام، للعباس بن إبراهيم 4/ 231 ترجمة رقم 556).
(¬3) نفس المصدرين، ثم إن ابن رشيد السبتي كثيرا ما ينعته بالقاضي أبي عبد الله بن المواق. ملء العيبة، لإبن رشيد 5/ 54، 55، 56، 58.