ولا التقى ابن دقيق العيد بالعبدري قال له في أول ما رآه: كان عندكم بمراكش رجل فاضل. فقال العبدري: من هو؛ فقال: أبو الحصن بن القطان، وذكر كتابه بيان الوهم والإيهام وأثنى عليه. (¬1)
ولا ترجم العباس بن إبراهيم لإبن القطان ذكر فائدة نقلها من نفح الطيب عن ابن سعيد في ذيل رسالة ابن حزم في تآليف أهل الأندلس، فقال ما نصه: (وأما الحديث فكان بعصرنا في المائة السابعة الإمام علي بن القطان القرطبي الساكن بحضرة مراكش، وله في تفسير غريبه وفي رجاله مصنفات، وإليه كانت النهاية والإشارة في عصرنا). (¬2)
أما الذهبي فقد حلاه في التذكرة بقوله: (الحافظ العلامة الناقد). (¬3)
ووصفه في السير بقوله: (الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد المجود ..). (¬4)
ويقول ابن الأبار فيه: (كان من أبصر الناس بصناعة الحديث، وأحفظهم لأسماء رجاله، وأشدهم عناية بالرواية، رأس طلبة العلم بمراكش، ونال بخدمة السلطان دنيا عريضة، وله تصانيف، درس وحدث ...). (¬5)
وقال ابن عبد الهادي: (العلامة الحافظ الناقد، أبو الحسن علي بن محمد ... جمع وصنف، ووقفت على كتابه السمى: "بيان الوهم والإيهام" ... فرأيته يدل على فرط ذكائه، وكثرة حفظه، وقوة فهمه، على أن له فيه عدة أوهام ...). (¬6)
¬__________
(¬1) رحلة العبدري، لأبي عبد الله الحيحي - تحقيق محمد الفاسي - ص: 140.
(¬2) الإعلام، للتعارجي 9/ 78.
(¬3) تذكرة الحفاظ 4/ 1407.
(¬4) سير أعلام النبلاء: 22/ 306.
(¬5) التكملة، نقلا عن سير أعلام النبلاء 22/ 306. وقريب من هذا الثناء ذكره ابن القاضي الكناسي في جذوة الإقتباس ص: 471، ونقله عنه -دون أن ينسبه إليه- العباس بن إبراهيم في الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام. 9/ 75.
(¬6) طبقات علماء الحديث، لإبن عبد الهادي 4/ 190.