كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 1)

أصحابه، فدخل بعضهم المدينة، وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة، فقاموا عليهم؛ فذكر الله -عزّ وجلّ- الذين انهزموا فدخلوا المدينة، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)} (¬1). [ضعيف جداً]
* {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161)}.
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر؛ فقال بعض الناس: لعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها؛ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161)} (¬2). [حسن لغيره]
¬__________
(¬1) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (4/ 96) من طريق أسباط بن نصر عن السدي به.
قلنا: سنده ضعيف جداً؛ فيه علتان:
الأولى: الإعضال.
الثانية: وضعف أسباط.
(¬2) أخرجه أبو داود (4/ 31 رقم 3971)، والترمذي (5/ 230 رقم 3009)، والطبري في "جامع البيان" (4/ 102)، والطبراني في "الكبير" (11/ 288 رقم 12028، 12029)، والبزار في "مسنده" (3/ 44 رقم 2198 - "كشف")، وابن عدي في "الكامل" (3/ 942)، وأبو يعلى في "مسنده" (4/ 327 رقم 2438، 5/ 60 رقم 2651) -ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 84) -، وابن أبي حاتم في "التفسير" (2/ 637 رقم 1760)، وعبد بن حميد في "تفسيره"؛ كما في العجاب (2/ 775)، و"الدر المنثور" (2/ 361) جميعهم من طريق خُصيف الجزري عن مقسم وعكرمة عن ابن عباس به.
قلنا: وهذا سند ضعيف؛ فيه خصيف الجزري، قال الحافظ في "التقريب" (1/ 224): "صدوق سيئ الحفظ، خلط بآخره". =

الصفحة 319