كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 1)

* عن قتادة؛ قال: ذُكر لنا أن هذه الآية نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر، وقد غلَّ طوائف من أصحابه (¬1). [صحيح لغيره]
* عن الربيع: أنزلت على نبي الله يوم بدر وقد غل طوائف من أصحابه (¬2). [ضعيف جداً]
* {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)}.
* عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ قال: لما كان يوم بدر؛ قال: نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف، ونظر إلى المشركين؛ فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - القبلة، ثم مد يده وعليه رداؤه وإزاره. ثم قال: "اللهم أين ما وعدتني؟ اللهم أنجز ما وعدتني، اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإِسلام؛ فلا تعبد في الأرض أبداً"، قال: فما زال يستغيث ربه -عزّ وجلّ- ويدعوه؛ حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فرده، ثم التزمه من ورائه، ثم قال: يا نبي الله! كفاك مناشدتك ربك؛ فإنه سينجز لك ما وعدك، وأنزل الله -عزّ وجلّ-: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)} [الأنفال: 9]،
¬__________
= قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/ 328): "ورجاله ثقات".
قلنا: وهو كما قال؛ فالسند صحيح.
(¬1) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (4/ 103): ثنا بشر: ثنا يزيد: ثنا سعيد عن قتادة.
قلنا: وهذا مرسل صحيح الإسناد، يقوي حديث عبد الله بن عباس: والذي ينص على أن نزول الآية كان في بدر، وبهذا نرد على الحافظ ابن حجر حين قال في "العجاب" (2/ 779): "فإن هذه الآية نزلت في يوم أحد اتفاقاً!! ".
(¬2) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (4/ 104): حدثت عن عمار عن ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع.
قلنا: وسنده ضعيف جداً كما تقدم.
(تنبيه): هناك أقوالٌ أخرى، ذكرها الواحدي وابن حجر؛ فانظرها.

الصفحة 322