كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 1)

الحجيج بنو غفار؛ فنحن أهدى سبيلاً أم هو؟ قالوا: أنتم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52} [النساء: 51، 52] (¬1). [ضعيف]
¬__________
(¬1) أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (4/ 1280 رقم 648 - تكملة)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/ 974 رقم 5441): ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقريء، والواحدي في "أسباب النزول" (ص 103) من طريق عبد الجبار بن العلاء ثلاثتهم (سعيد ومحمد وعبد الجبار): نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة به مرسلاً.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (2/ 562)، وزاد نسبته لابن المنذر.
وخالفهما محمد بن يونس الجمال (*)؛ فرواه عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس به موصولاً.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/ رقم 11645)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (3/ 193، 194).
قلنا: وهو وهم، والصواب الإرسال؛ فمحمد هذا ضعيف؛ كما في "التقريب" (2/ 222)؛ فلا تقبل زيادته للوصل.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 6): "فيه يونس بن سليمان الجمال ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلنا: وهو تصحيف، والصواب محمد بن يونس الجمال؛ فقد ذكر ضمن الرواة عن سفيان بن عيينة، ولم يذكر يونس من ضمن من روى عنه. وقد توبع عمرو بن دينار؛ فأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 1/ 164، 165) -ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" (5/ 85) -: نا معمر: نا أيوب عن عكرمة: أن كعب بن الأشرف انطلق إلى المشركين من كفار قريش، فاستجاشهم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمرهم أن يغزوه، وقال: وإنا معكم نقاتله، فقالوا: إنكم أهل كتاب، وهو صاحب كتاب، ولا نأمن أن يكون هذا مكراً منكم، فإن أردت أن نخرج معكم؛ فاسجد لهذين الصنمين وآمن بهما؛ ففعل، ثم قالوا: نحن أهدى =
(*) في "المعجم الكبير": يونس بن سليمان الجمال، وهو تصحيف.

الصفحة 406