كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 1)

وقال: ننطلق إلى عمر بن الخطاب؛ فأقبلا إلى عمر، قال اليهودي: اختصمت أنا وهذا إلى محمد فقضى لي عليه، فلم يرضَ بقضائه؛ وزعم أنه مخاصم إليك، وتعلق بي فجئت. معه، فقال عمر للمنافق: أكذلك؟! فقال: نعم، فقال لهما: رويدكما حتى أخرج إليكما، فدخل عمر البيت وأخذ السيف واشتمل عليه ثم خرج إليهما فضرب به المنافق حتى برد، وقال: هكذا أقضي بين من لم يرض بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهرب اليهودي. ونزلت هذه الآية (¬1). [موضوع]
* {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)}.
* عن عروة بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير؛ أنه حدثه: أن رجلاً من الأنصار خاصم الزبير عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في شراج الحرة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري: سرّح الماء يمر، فأبى عليه. فاختصما عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للزبير: "اسق يا زُبير! ثم أرسل الماء إلى جارك"؛ فغضب الأنصاري، فقال: أن كان ابن عمتك؛ فتلون وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: "اسق يا زبير! ثم احبس الماء حتى يرجع إلى
¬__________
(¬1) أخرجه الثعلبي في "تفسيره"؛ كما في "الفتح السماوي" (2/ 497 رقم 373)، و"تخريج أحاديث الكشاف" (1/ 330)، و"العجاب" (2/ 903) (*) من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس به.
قلنا: وسنده تالف، واه بمرة؛ الكلبي وشيخه كذابان.
قال الحافظ في "فتح الباري" (5/ 38): "وهذا الإسناد وإن كان ضعيفاً؛ لكن تقوى بطريق مجاهد، ولا يضره الاختلاف لإمكان التعدد".
قلنا: أما إمكان التعدد؛ فنعم، وأما أن يتقوى به؛ فلا، ولا كرامة؛ فهو إسناد مكذوب مصنوع.
(*) لم يعزه للثعلبي، وعزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (2/ 582).

الصفحة 424