كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 1)

* عن قتادة؛ قال: كان أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يومئذٍ بمكة قبل الهجرة تسرَّعوا إلى القتال، فقالوا لنبي الله - صلى الله عليه وسلم -: ذرنا نتخذ معاول؛ فنقاتل المشركين بمكة، فنهاهم نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك؛ وقال: "لم أُومر بذلك"، فلما كانت الهجرة وأمر بالقتال؛ كره القوم ذلك، فصنعوا فيه ما تسمعون؛ فقال الله -تعالى-: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} (¬1). [صحيح لغيره]
* عن عكرمة: نزلت في أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2). [ضعيف جداً]
* عن السدي: هم قوم أسلموا قبل أن يفرض عليهم القتال ولم يكن عليهم إلا الصلاة والزكاة، فسألوا الله أن يفرض عليهم القتال: {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} الآية إلى: {أَجَلٍ قَرِيبٍ}؛ وهو الموت، قال الله: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى} (¬3). [ضعيف جداً]
¬__________
(¬1) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (5/ 108) من طريق يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة، وعبد بن حميد في "تفسيره"؛ كما في "العجاب" (2/ 917، 918) من طريق شيبان النحوي كلاهما عن قتادة به.
قلنا: وهذا مرسل صحيح الإسناد، ويشهد له حديث ابن عباس السابق.
وذكره السيوطي في "الدر المثنور" (2/ 594) وزاد نسبته لابن المنذر.
(¬2) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (5/ 108) من طريق سنيد ثني حجاج عن ابن جريج عن عكرمة به.
قلنا: وهذا سند ضعيف جداً؛ فيه ثلاث علل:
الأولى: الإرسال.
الثانية: ابن جريج لم يسمع من عكرمة.
الثالثة: سنيد هذا ضعيف.
(¬3) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (5/ 108، 109)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/ 1004/ 5620 و1005/ 5631 و1006/ 5634) من طريق =

الصفحة 436