كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 1)

التي في سورة الفرقان بثمان سنين، وهو قوله: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)} [الفرقان: 68] (¬1). [ضعيف جداً]
* عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه-؛ قال: لما نزلت هذه الآية التي في الفرقان: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}؛ [الفرقان: 68]؛ عجبنا للينها، فلبثنا ستة أشهر، ثم نزلت التي في النساء: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} حتى فرغ (¬2). [صحيح]
¬__________
(¬1) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (5/ 138، 139).
قلنا: وسنده ضعيف جداً؛ مسلسل بالعوفيين الضعفاء.
(¬2) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 136، 137 رقم 4869)، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" (ص 106) من طريق سعيد بن أبي هلال عن جهم بن أبي الجهم: أن أبا الزناد أخبرهم: أن خارجة بن زيد بن ثابت أخبره عن زيد بن ثابت به.
قلنا: وهذا سند حسن في المتابعات؛ رواته ثقات؛ غير جهم؛ روى عنه ثلاثة، ووثقه ابن حبان (4/ 113)، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 521) برواية اثنين عنه، ويضاف لهم ثالث وهو راوي حديثنا هذا، وقال الذهبي في "الميزان" (1/ 426): "لا يُعرف".
قلنا: بل هو معروف برواية هؤلاء الثلاثة وتوثيق ابن حبان؛ فلا أقل أن يكون حسناً لغيره على أنه لم يتفرد بل توبع:
فقد أخرجه النسائي في "المجتبى" (7/ 87)، و"الكبرى" (2/ 288، 289 رقم 3470)، والطبري في "جامع البيان" (5/ 139)، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 136 رقم 4868) من طريق عبد الوهاب الثقفي وهياج بن بسطام وعباد بن عباد ثلاثتهم عن محمد بن عمرو بن علقمة عن موسى بن عقبة عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن أبيه بنحوه.
قلنا: وسنده حسن؛ إلا أن لفظ عبد الوهاب عند النسائي: "ثمانية أشهر"؛ لكن رواه النسائي من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري عن محمد بن عمرو به =

الصفحة 457