* عن عبد الله بن أبي حدرد -رضي الله عنه-؛ قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إضم، فخرجت في نفر من المسلمين؛ فيهم: الحارث بن ربعي أبو قتادة، ومحلّم بن جثامة بن قيس الليثي، فخرجنا، حتى إذا كنا ببطن إضَم؛ مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود له، معه مُتّيع له ووطب من لبن، فلما مر بنا؛ سلّم علينا بتحية الإِسلام، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة لشيء كان بينه وبينه؛ فقتله، وأخذ بعيره ومتاعه، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبرنا الخبر؛ نزل فينا القرآن: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)} (¬1). [حسن]
¬__________
(¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (14/ 547 رقم 18859)، و"مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 60 رقم 7629)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (2/ 133 - معلقاً)، وأحمد (6/ 11)، والطبري في "جامع البيان" (5/ 140)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 679 رقم 729)، وابن الجارود في "المنتقى" (3/ 777/92)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/ 1040 رقم 5826، 5827)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (4/ 136 - 137/ 1654) -ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول (ص 116) -، والطبراني؛ كما في "مجمع الزوائد" (7/ 8)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (3/ 1358 رقم 3426، 1624، 1625 رقم 4088، 4089)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 115)، و"دلائل النبوة" (4/ 305، 306) جميعهم من طريق ابن إسحاق -وهذا في "مغازيه" (4/ 275 - ابن هشام) -: ثنا يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه به.
قلنا: وهذا سند حسن -إن شاء الله-؛ فيه القعقاع؛ روى عنه ثقتان هما: يحيى بن سعيد الأنصاري، ويزيد بن عبد الله، ووثقه ابن حبان في "الثقات" (3/ 349)، بل قال أبو حاتم والبخاري: له صحبة. =