كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 1)

* عن الزبير بن العوام؛ قال: هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة؛ فنهشته حية في الطريق؛ فمات؛ فنزلت فيه: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.
قال الزبير: فكنت أتوقعه وأنتظر قدومه وأنا بأرض الحبشة، فما أحزنني شيء حزن وفاته حين بلغتني؛ لأنه قل أحد ممن هاجر من قريش إلا ومعه بعض أهله، أو ذوي رحمه، ولم يكن معي أحد من بني أسد بن
¬__________
= البيهقي في "سننه" (9/ 14، 15) -، والطبري في "جامع البيان" (5/ 151)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1547 رقم 3921)، جميعهم من طريق هشيم بن بشير عن جعفر بن إياس عن سعيد به.
قلنا: وسنده مع إرساله: ضعيف؛ فيه هشيم مدلس، وقد عنعن.
لكن تابعه شعبة عند الطبري (5/ 151)؛ فصح الحديث مرسلاً إلى عكرمة.
وأخرجه الفريابي في "تفسيره"؛ كما في "الإصابة" (2/ 212): ثنا قيس بن الربيع، والطبري في "جامع البيان" (5/ 152، 153): ثنا الحارث بن أبي أسامة: ثنا عبد العزيز بن أبان: ثنا قيس. وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/ 1051 رقم 5890) من طريق إسرائيل كلاهما عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95]؛ قال: رخص فيها من المسلمين ممن كان بمكة من أهل الضرر حتى نزلت فضيلة المجاهدين على القاعدين؛ فقالوا: قد بيّن الله فضيلة المجاهدين على القاعدين ورخص لأهل الضرر حتى نزلت: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} إلى قوله: {وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 97] قالوا: هذه موجبة حتى نزلت: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98} [النساء: 98]؛ فقال ضمرة بن العِيص الزرقي -أحد بني ليث، وكان مصاب البصر-: إني لذو حيلة؛ لي مال، ولي رقيق؛ فاحملوني، فخرج وهو مريض، فأدركه الموت عند التنعيم؛ فدفن عند مسجد التنعيم؛ فنزلت فيه هذه الآية: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100)}.
قلنا: وهذا سند صحيح إلى سعيد؛ لكنه مرسل.

الصفحة 484