كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 1)

فنزلت فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النساء: 97] إلى: {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)} [النساء: 99]، قال: فكتب بها المسلمون الذين بالمدينة إلى المسلمين الذين بمكة، قال: فخرج ناس من المسلمين حتى إذا كانوا ببعض الطريق طلبهم المشركون، فأدركوهم، فمنهم من أعطى الفتنة؛ فأنزل الله -تعالى-: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} [العنكبوت: 10]؛ فكتب بها المسلمون الذين بالمدينة إلى المسلمين الذين بمكة، فقال رجل من بني ضمرة -وكان مريضاً-: أخرجوني إلى الحر، حتى إذا كان بالحصحاص؛ مات؛ فأنزل الله فيه: {يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآية، وأنزل الله في أولئك الذين كانوا أعطوا الفتنة: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} إلى {رَحِيمٌ} [النحل: 110] (¬1). [ضعيف]
* عن قتادة: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}؛ قال: لما أنزل الله هؤلاء الآيات ورجل من المؤمنين يقال له: ضمرة بمكة؛ قال: والله إن لي من المال ما يبلغني المدينة وأبعد منها، وإني لأهتدي، أخرجوني، وهو مريض حينئذ؛ فلما جاوز الحرم؛ قبضه الله، فمات؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ} (¬2). [ضعيف]
¬__________
(¬1) قلنا: تقدم الكلام عليه مستوفياً في الآية السابقة فانظره.
(¬2) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (5/ 151): ثنا بشر بن معاذ العقدي: ثنا يزيد بن زريع: ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به.
قلنا: وهذا الإسناد صحيح؛ لكنه مرسل.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 1/ 170، 171) -ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" (5/ 151، 152) -: نا معمر عن قتادة؛ قال: لما نزلت: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النساء: 97]؛ قال رجل من المسلمين -وهو مريض يومئذ-: والله مالي من عذر؛ إني لدليل بالطريق، وإني لموسر؛ =

الصفحة 486