كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 1)

* عن الضحاك في قول الله -عزّ وجلّ-: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} قال: لما سمع رجل من أهل مكة أن بني كنانة قد ضربت وجوههم وأدبارهم الملائكة؛ قال لأهله: أخرجوني وقد أدنف للموت، قال: فاحتمل حتى انتهى إلى عقبة قد سماها، فتوفي؛ فأنزل الله: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (¬1). [ضعيف]
* عن عكرمة؛ قال: لما نزلت هذه الآية؛ يعني: قوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} [النساء: 97]؛ قال جندب بن ضمرة الجندعي: اللهم أبلغت في المعذرة والحجة، ولا معذرة لي ولا حجة، قال: ثم خرج وهو شيخ كبير؛ فمات ببعض الطريق، فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مات قبل أن يهاجر، فلا ندري أعلى ولاية أم لا؟ فنزلت: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} (¬2). [ضعيف جداً]
¬__________
= قلنا: وهذا مرسل ضعيف؛ سفيان بن وكيع كان صدوقاً؛ إلا أنه ابتلي بوراقه؛ فأدخل عليه ما ليس من حديثه؛ فنصح؛ فلم يقبل؛ فسقط حديثه.
(¬1) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (5/ 152): ثنا محمد بن بشار: ثنا أبو عامر ثنا قرة عن الضحاك به.
قلنا: وهذا معضل.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (2/ 653)، وزاد نسبته لعبد بن حميد.
(¬2) أخرجه سنيد في "تفسيره" -ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" (5/ 152) -: ثني حجاج عن ابن جريج عن عكرمة به.
قلنا: وهذا سند ضعيف جداً؛ فيه ثلاث علل:
الأولى: الإرسال.
الثانية: ابن جريج لم يسمع من عكرمة.
الثالثة: سنيد ضعيف.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (4/ 64 رقم 2384) من طريق ابن ثور عن ابن جريج به. =

الصفحة 488