كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 1)

أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم؛ هلا شددتم عليهم؟ فقال قائل منهم: إن لهم أخرى مثلها في أثرها؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى- بين الصلاتين: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} (¬1). [ضعيف]
* عن مجاهد في قوله: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ}؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بعسفان، والمشركون بضجنان، فتوافقوا. فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه صلاة الظهر ركعتين ركوعهم وسجودهم وقيامهم جميعاً؛ فَهَمَّ بهم المشركون أن يَغيرُوا على أمتعتهم وأثقالهم؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} [النساء: 102]، فصلى بهم صلاة العصر، وصف أصحابه صفين، ثم كبر بهم جميعاً، ثم سجد الأولون بسجود، والآخرون قيام، ثم سجد الآخرون حين قام النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم كبر بهم وركعوا جميعاً، فتقدم الصف الآخر واستأخر الصف المقدم فتعاقبوا السجود كما دخلوا أول مرة، وقصرت صلاة العصر إلى ركعتين (¬2). [ضعيف]
* {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ
¬__________
(¬1) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (5/ 155).
قال ابن كثير في "تفسيره" (1/ 561): "وهذا سياق غريب جداً".
(¬2) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2/ 504 رقم 4236)، والطبري في "جامع البيان" (5/ 156)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/ 1052 رقم 5895) من طريقين عن مجاهد.
قلنا: وهو صحيح الإسناد؛ لكنه مرسل.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (2/ 657)، وزاد نسبته لابن المنذر.

الصفحة 490