كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 1)

فيما قالوا من السحر: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} إلى آخر الآية (¬1). [صحيح]
* عن ابن إسحاق؛ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال -فيما بلغني-: "لما ذكر سليمان بن داود في المرسلين؛ قال بعض أحبار اليهود: ألا تعجبون من محمد يزعم أن ابن داود كان نبياً، والله ما كان إلا ساحراً؛ فأنزل الله في ذلك من قولهم: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا}؛ أي: باتباعهم السحر وعلمهم به، {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ} (¬2). [ضعيف جداً]
¬__________
(¬1) أخرجه إسحاق بن راهوية في "تفسيره"؛ كما في "العجاب" (1/ 304) -ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 19) -، وسعيد بن منصور في "سننه" (2/ 594، 595 رقم 207)، وابن جرير في "جامع البيان" (1/ 357)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/ 300 رقم 996)، والحاكم في "المستدرك" (2/ 265) جميعهم من طريق حصين بن عبد الرحمن عن عمران بن الحارث السلمي عن عبد الله بن عباس به.
قلنا: الحديث صححه الحاكم؛ كما في "الدر المنثور" (1/ 233)، وتصحيحه هذا غير موجود في "المستدرك"، وصححه الذهبي في "التلخيص".
وقال الحافظ ابن حجر في "العجاب" (1/ 307): "قلت: أثر عبد الله بن عباس أخرجه الحاكم في "المستدرك" من هذا الوجه، وعمران أخرج له مسلم، وباقي رجاله من رجال الصحيح".
قلنا: فالحديث صحيح؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 233)، وزاد نسبته لسفيان بن عيينة، وابن المنذر.
(¬2) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (1/ 358): ثنا ابن حميد ثنا سلمة ثني ابن إسحاق به.
قلنا: وسنده ضعيف جداً؛ فيه علل:
الأولى: الإعضال.
الثانية: محمد بن حميد -شيخ الطبري- متهم. =

الصفحة 53