كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 1)

بالذكر مكان التكلم بحاجته اعتمادا على ما بلع الرسول عن ربه عز وجل: (من شغله ذكري عن مسألتي أعطلته أفضل ما أعطي السائلين) وبالله التوفيق.
وأما الأحوال التي سبق ذكرها فسبع أولها: حال النداء للصلاة، وبين الأذان والإقامة، وعند الإقامة لما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا نودي للصلاة فتحت أبواب السماء، وأبواب الجنان واستجيب الدعاء" ومعنى هذا- والله أعلم- أن الله يستجيب الذين يسمعون النداء للصلاة فيأتونها ويقيمونها كما أمروا به إذا دعوه وسألوه، لتكون إجابته- جل ثناؤه- إياهم إلى ما سألوه ثوابا عاجلا بمسارعتهم إلى ما أمرهم به.
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد" وعنه صلى الله عليه وسلم: "إنه إذا أقيمت الصلاة لم تر دعوة" وعنه صلى الله عليه وسلم: "تفتح أبواب السماء عند الإقامة، ويستجاب الدعاء".
والثانية فطر الصائم. يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "للصائم عند فطره دعوة لا ترد".
والثالثة. نزول الغيث. جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. (إن أبواب السماء تفتح عنده) وقال الله عز وجل: {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته} فبان بهذه الآية أن حال نزول الغيث حال رحمته، والاسترحام في حال الرحمة إرجاء فيه حال لا يعرف حقبها.
والرابعة: التقاء الصفين. وفي هذه أيضا جاء النبي صلى الله عليه وسلم: "أن أبواب السماء تفتح عندها، وأحد ما تفتح السماء أن يكون مثلا لإجابة الدعاء". أي أنه لا يحجب، ومعنى لا تحجب تجاب ولا ترد.
والخامسة: اجتماع المسلمين على الدعاء. فإنه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا

الصفحة 538