كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 1)

الثناء في الشر [في الكلام الثاني] (١) لِذكره في [الكلام] (٢) الأول على طريق المقابلة والمجانسة كقوله تعالى: {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (١٤) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} (٣)، {وَمَكَرُوا (٤) وَمَكَرَ اللَّهُ} (٥).
لأن الثناء بتقديم الثاء والمد خاص بالخير (٦).
وأما الفرق بين الحمد والشكر ففيه خمسة أقوال:
قيل: هما مترادفان، فكل حمد شكر وكل شكر حمد.
وقيل: هما متباينان، فالحمد هو: الثناء على المحمود بما فيه من الخصال
---------------
= وسبعين وأربعمائة (٤٧٦ هـ). ورحل إلى الأندلس سنة ٥٠٧ هـ، وأخذ عن أبي بكر ابن العربي، وأبي عبد الله المازري.
والقاضي عياض إمام وقته في الحديث وعلومه، والتفسير وعلومه، فقيهًا، أصوليًا، عالمًا بالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، شاعرًا مجيدًا، خطيبًا بليغًا، تولى قضاء سبتة وغرناطة. توفي بمراكش رحمه الله سنة أربع وأربعين وخمسمائة (٥٤٤ هـ).
من مصنفاته: الشفا، وإكمال المُعْلم شرح صحيح مسلم، وترتيب المدارك.
انظر: الديباج تحقيق أبو النور ٢/ ٤٦ - ٥١، الصلة لابن بشكوال ٢/ ٤٥٣، وفيات الأعيان ٣/ ٤٨٣، بغية الملتمس ص ٤٢٥، شذرات الذهب ٤/ ١٣٨، جذوة الاقتباس القسم الثاني ص ٤٩٨.
(١) المثبت من ط ولم يرد في ز.
(٢) المثبت من ط ولم يرد في ز.
(٣) آية رقم ١٤، ١٥ من سورة البقرة.
(٤) في ط: "وقوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} ".
(٥) آية رقم ٥٤ من سورة آل عمران.
(٦) نقل المؤلف بالمعنى.
انظر: إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للقاضي عياض ص ٢٤٩ مخطوط موجود بالمكتبة العامة بالرباط رقم ج ٩٣٣.

الصفحة 12