كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 1)

الجميلة كالعلم، والشجاعة (١)، والشكر هو: الثناء على المشكور بما فيه [من الإحسان.
وحرر بعضهم الفرق بينهما بأن قال: الحمد هو الثناء على المحمود بما فيه من المدح، والشكر هو الثناء على المشكور بما] (٢) أولاك من المِنح، فالحمد على هذا من صفات الذات، والشكر من صفات الفعل.
وقيل: الحمد أعم من الشكر؛ لأن الحمد يقع على السراء والضراء، ويقع على مقابل النعمة، وعلى غير مقابل النعية، والشكر لا يقع إلا على السراء، ولا يقع على الضراء، لقوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (٣).
ولا يقع (٤) إلا على مقابل النعمة، ولا يقع على غير مقابل النعمة.
وقيل: الشكر أعم من الحمد، والحمد أخص من الشكر؛ لأن الحمد لا يكون إلا بشيء واحد وهو: القول، كقوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ} (٥) الآية، وقوله: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} (٦)، [وقوله: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٧)] (٨) وغير ذلك.
---------------
(١) في ط: "والصبر والحياء والشجاعة".
(٢) ما بين القوسين ساقط من ط.
(٣) آية رقم ٧ من سورة إبراهيم.
(٤) في ط: "أيضًا إلا".
(٥) آية رقم ٥٩ من سورة النمل.
(٦) آية رقم ٤٣ من سورة الأعراف.
(٧) آية رقم ١٠ من سورة يونس.
(٨) ما بين المعقوفتين لم يرد في ط.

الصفحة 13