كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 1)

الإدراك بمعنى الإحاطة، ومنه قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} (١) و (٢) معناه: لا تحيط بحقيقته الأبصار.
والغايات (٣): جمع غاية، وغاية الشيء حده وطرفه الذي ينتهي إليه ويقف (٤) عنده، والضمير في قوله: لا تدركه الغايات عائد على الإجلال في المعنى وهو الرابط بين الصلة والموصول.
فقوله (٥): (لا تدركه الغايات) تقديره على تفسير الإدراك باللحوق والوصول: جلاله (٦) لا تلحقه ولا تصل إليه الغايات، وتقديره على تفسير الإدراك بالإحاطة: جلاله لا تحيط به الغايات (٧).
وقوله (٨): (لا تدركه الغايات) أي (٩): ليس [لجلاله تعالى حد] (١٠) فيلحق أو يحاط به، فإسناد الإدراك إلى الغايات مجاز في الإسناد، من إسناد المسبب إلى السبب (١١)؛ لأن الغاية هي سبب الإدراك، فإذا انتفت الغاية انتفى
---------------
(١) آية رقم ١٠٣ من سورة الأنعام.
(٢) "الواو" ساقطة من ط.
(٣) المثبت من ط, وفي ز: "الغاية".
(٤) المثبت من ط، وفي ز: "يوقف".
(٥) في ط: "قوله".
(٦) "جلاله" لم ترد في ط.
(٧) في ط تقديم وتأخير بين هذين التقديرين.
(٨) في ط: "فقوله".
(٩) في ط: "معناه".
(١٠) المثبت من ط، وفي ز: "لجلال حد".
(١١) في ط: "مجاز هو من باب إسناد السبب إلى المسبب".

الصفحة 23