كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 1)

واختلف العلماء في أنزل ونزل (١).
قيل: بالترادف.
وقيل: معنى أنزل: ما كان دفعة واحدة، ومعنى نزل: ما كان منجمًا مقسطًا؛ وذلك أن الله تعالى أنزله (٢) في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، ثم نزله بعد ذلك [على النبي عليه السلام] (٣) منجمًا مقسطًا على قدر (٤) الحاجة (٥)
وقوله (٦): (أنزل (٧) الرسالة) المراد بالإنزال الإدراك والإفهام، وليس المراد به الانتقال من علو إلى سفل؛ لأن نقل ذات الكلام محال لا (٨) في الكلام القديم ولا في الكلام الحادث؛ لأن الكلام القديم صفة الله تبارك وتعالى، وصفاته (٩) لا تفارق ذاته، ولا يتصور النقل في الكلام الحادث، أيضًا: لأنه عرض من الأعراض، والأعراض لا يصح عليها الانتقال؛ لأن
---------------
(١) في ط: "في نزل وأنزل".
(٢) في ط: "مقسطًا لأنه أنزله".
(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(٤) في ط: "مقدار".
(٥) يقول القرطبي: "ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر جملة واحدة، فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا، ثم كان جبريل صلى الله عليه وسلم ينزل به نجمًا، نجمًا، في الأوامر والنواهي، والأسباب، وذلك في عشرين سنة".
انظر: الجامع لأحكام القرآن (٢/ ٢٩٧).
(٦) "وقوله" ساقطة من ط.
(٧) في ط: "وأنزل".
(٨) "لا" ساقطة من ط.
(٩) في ط: "وصفته".

الصفحة 31